مواساة خميس /للشاعرعبدالرحمن الطرجي #

#مواساة

خميسٌ والفؤادُ به وَلُوعُ
وحيداً لا تحسُ به الضلوعُ

يمرُ عليه ألفٌ من خميسٍ
وليسَ له أنيسٌ أو ضجيعُ

يكادُ بأنْ يقولَ له الخميسُ
سئمتُ وأنتَ خانعُ يا خَنوعُ

أمَا لكَ هِمةٌ تغزو إذا لم
يُوافيكَ الحلالُ وتستطيعُ

فقلتُ أخافُ من ربي وأخشى
قضاءً بالذي عندي وديعُ

أخافُ بأنْ أُضيّعَ حقَّ غيري
وحقي من ورائي أنْ يضيعوا

وإني إن كُوِيتُ بنارِ شوقي
فإنّ المسكَ من نارٍ يضوعُ

وما ضَرَّ الفتى إنحالُ جسمٍ
ولا فقرٌ ولا قلبٌ وديعُ

إذا ما كان ذا عِرضٍ مَصونٍ
وذكرٍ في السماءِ له سُطوعُ

ونفْسٍ قد سَمَتْ عن كلِ حقدٍ
وقلبٍ بالسماحةِ لا يبيعُ

وإني إنْ بَدَوتُ رقيقَ قلبٍ
وتغلبني لرقتِهِ الدموعُ

فلي قلبٌ على الأرزاءِ جَلْدٌ
وطبعٌ لا يساورُهُ الخضوعُ

يفاجئُني فأحكُمُه بعقلي
وإن أطلقتُهُ فهو الضليعُ

وليسَ يضيرُني استخفاءُ صوتي
إذا احتدَمَتْ لـ نشوتِها الجُموعُ

وليسَ يحزُّ في نفسي جلوسي
بعيداً في المجالسِ أو أضيعُ

فإني موقنٌ من قدرِ نفسي
ولو قد كان يجهلني الجميعُ

فإن السيفَ فردًا ذو طِعانٍ
كذاك البدرُ وضّاءٌ طَلُوعُ

وإن السيفَ يُغمَدُ كلَ حينٍ
ويخفى البدرُ لكنْ لا يضيعُ

ويذهبُ كلُ ذي زَبَدٍ جُفاءً
ويبقى ما يفيدُ هو الرفيعُ


عبدالرحمن الطرجي #
الخميس_٤/ ٨/ ٢٠٢٢ م

إرسال تعليق

0 تعليقات