" الشاعر حارث العامري يكتب ...إختلافُ الطبائِع " الرجز





... إختلافُ الطبائع


والناسُ منهم محسن وطـالــحُ
ونــاصـــحٌ وجـــارحٌ وصَـالــحُ

.

وحــاســــدٌ أفـعـالُــهُ شـواهـــدُ
ومـؤمـنٌ لـنـفـسِـــهِ يُـجَـاهِـــــدُ

.

فـكـن بـهـم يـاصــاحِ ذو بصيرةْ
والـحــقــد لا يـاصــاحِ لا تثيـرهْ

.

فـكــم جَنَىٰ الـسـائِـرُ بالأحـقـادِ
وزراً وآثَــــامَـــــاً مـــن الـعـبـادِ

.

والحقدُ داءٌ مـا لــه مـن شـافي
حـتـى ولـو طُفتَ به المشافِـي

.

إلا اللــجــوء والـعـيـاذ بـالـذيْ
يقول "كُــــن" فقولـــه مُـنَـفَّـذِ

.

فإنَّـه الـــصَّـــارفُ مَــا دهَـــاكَ
بــدعــــوةٍ خـالـطَـهَـا بُـكَــــاكَـ

.

فـي الثلث الأخير قبل الـفـجـرِ
والمقلتين مــن خـشـوعٍ تجري

.

بــهــا الـدمـوع رغـبَـةً ورهـبَـةْ
والخوف مــن ألاَّ نُصِيبَ دربَـه

.

ونـيـةٌ والـصـدقُ كـــــلٌ يجتمعْ
وسمعُ ربـي بعد ذا سَمعٌ وُسِـــعْ

.

فـلـن يـــرد دعــوةً مـن داعِــي
ما لم تكُ اثماً نـــصَّ ذا نُــــرَاعِ

.

فـيـمَــا رواه مُـسـلــمٌ وأَحـمــدُ
والـتـرمِــذيُ الـعـالِـمُ الـمجتهـدُ

.

ودع قـنـوطـاً أو دع استعـجـالَ
واطـرق عليه بَـابَـــه تـَــعَــالـــى

.

ولا تقل :إني دعـــوت لم تُجَبْ !
لأن ذا مـمــا يُـــخــالـــــفُ الأدبْ

.

وجـــوَّزوا كَـــرَاهــــةَ الأَفــعَــالِ
لأنَّـــهـــا مَـنـقَـصـةُ الـــرجــــــالِ

.

ودع كلامـاً وحُكىً مِــن خَـلـفِـك
لأنَّـه خــلافُ مـــا فِــي عرفِــــك

.

وواصـــل الـطَّـريـقَ والـمـشـوارَ
لا يـئـسَ لا جـــوىً ولا خَــــــوارَ

.

بـل ثــقــةٌ بـالـلَّــه والـتـوفـيـقِ
للـسَّـالـكِـ لـتـلـكُـمُ الــطــريـــقِ

.

كـتَـابُ ربـنَـا ونـهـجِ الـسـنــــةِ
مــع اجتنابِ واتـقَــاءِ البدعــةِ

.

والأمــرِ بالمعروف للـمـخـالــفِ
ونَـهـيِ كــلِّ عـاسـفٍ وحـائــفِ

.

وغُض طرفاً عن خَطَىً للجاهلِ
لِما أتـى شــرعـاً بفَهم الـعـاقــلِ

.

بــأنَّ كـــلَّ جـاهـــلٍ مـــعــذورُ
إلا الـــذي بـعـلـــمـــه يُــشـيــرُ

.

فــإِنَّــهُ مُــؤَاخَـــذٌ بـــذنـــبِــــهِ
مـحـاســبٌ عــن بعده وقـربِــهِ

.

فحسبنا اللهُ ونِـعْـمَ الـحَـسْــبُ
نَـبُـثُّ شـكـوانَـا لـه والـخـطـبُ

.

قـــدرتـــهُ بـاقـيـةٌ مــطــلـقَـــةُ
وأمـره قـد وسـعـتــه الـحـكـمـةُ

.

وفـق إلـٰـهــي الــكُــلَّ للـخـيـراتِ
واحفظ أبي واقضِ لـه الحاجاتِ

.

وزد إلـٰــهـي فِـــيَّ كـــلَّ عـــلـــمِ
وعـمـلٍ ، وانـفـع بـمـا فـي نـظـمِ

.

مـن الـنـصـائـــح الـتـي أجـتـهــدُ
مــعــونــةَ الـلـه بـهـــا أعــتــمـــدُ

.

مَـا خَــاب رحـٰمـنٌ عليه يُسـتَـنَــد
فـهـو قديـرٌ ذو اقتدارٍ لا يُــحَــــد

.

أحـــمَـــدُهُ بــالــبَـــدءِ والــخِـتَــامِ
عـلـى وصـــولِ غــايــةِ الــتَّــمَــامِ

.

رُبَّـاهُ إنِّــي تَـائِــبٌ فــاغــفِــر لِـــي
أصـلـح إلهي مـا أتَـى مـن نـسـلِ




حارث طه قاسم العامري
*أبــو هـــمَّـــام*
مركزُ السُنَّةِ للعلومِ الشرعية
مدينةُ - إبِّ -

إرسال تعليق

0 تعليقات