... إختلافُ الطبائع
والناسُ منهم محسن وطـالــحُ
ونــاصـــحٌ وجـــارحٌ وصَـالــحُ
.
وحــاســــدٌ أفـعـالُــهُ شـواهـــدُ
ومـؤمـنٌ لـنـفـسِـــهِ يُـجَـاهِـــــدُ
.
فـكـن بـهـم يـاصــاحِ ذو بصيرةْ
والـحــقــد لا يـاصــاحِ لا تثيـرهْ
.
فـكــم جَنَىٰ الـسـائِـرُ بالأحـقـادِ
وزراً وآثَــــامَـــــاً مـــن الـعـبـادِ
.
والحقدُ داءٌ مـا لــه مـن شـافي
حـتـى ولـو طُفتَ به المشافِـي
.
إلا اللــجــوء والـعـيـاذ بـالـذيْ
يقول "كُــــن" فقولـــه مُـنَـفَّـذِ
.
فإنَّـه الـــصَّـــارفُ مَــا دهَـــاكَ
بــدعــــوةٍ خـالـطَـهَـا بُـكَــــاكَـ
.
فـي الثلث الأخير قبل الـفـجـرِ
والمقلتين مــن خـشـوعٍ تجري
.
بــهــا الـدمـوع رغـبَـةً ورهـبَـةْ
والخوف مــن ألاَّ نُصِيبَ دربَـه
.
ونـيـةٌ والـصـدقُ كـــــلٌ يجتمعْ
وسمعُ ربـي بعد ذا سَمعٌ وُسِـــعْ
.
فـلـن يـــرد دعــوةً مـن داعِــي
ما لم تكُ اثماً نـــصَّ ذا نُــــرَاعِ
.
فـيـمَــا رواه مُـسـلــمٌ وأَحـمــدُ
والـتـرمِــذيُ الـعـالِـمُ الـمجتهـدُ
.
ودع قـنـوطـاً أو دع استعـجـالَ
واطـرق عليه بَـابَـــه تـَــعَــالـــى
.
ولا تقل :إني دعـــوت لم تُجَبْ !
لأن ذا مـمــا يُـــخــالـــــفُ الأدبْ
.
وجـــوَّزوا كَـــرَاهــــةَ الأَفــعَــالِ
لأنَّـــهـــا مَـنـقَـصـةُ الـــرجــــــالِ
.
ودع كلامـاً وحُكىً مِــن خَـلـفِـك
لأنَّـه خــلافُ مـــا فِــي عرفِــــك
.
وواصـــل الـطَّـريـقَ والـمـشـوارَ
لا يـئـسَ لا جـــوىً ولا خَــــــوارَ
.
بـل ثــقــةٌ بـالـلَّــه والـتـوفـيـقِ
للـسَّـالـكِـ لـتـلـكُـمُ الــطــريـــقِ
.
كـتَـابُ ربـنَـا ونـهـجِ الـسـنــــةِ
مــع اجتنابِ واتـقَــاءِ البدعــةِ
.
والأمــرِ بالمعروف للـمـخـالــفِ
ونَـهـيِ كــلِّ عـاسـفٍ وحـائــفِ
.
وغُض طرفاً عن خَطَىً للجاهلِ
لِما أتـى شــرعـاً بفَهم الـعـاقــلِ
.
بــأنَّ كـــلَّ جـاهـــلٍ مـــعــذورُ
إلا الـــذي بـعـلـــمـــه يُــشـيــرُ
.
فــإِنَّــهُ مُــؤَاخَـــذٌ بـــذنـــبِــــهِ
مـحـاســبٌ عــن بعده وقـربِــهِ
.
فحسبنا اللهُ ونِـعْـمَ الـحَـسْــبُ
نَـبُـثُّ شـكـوانَـا لـه والـخـطـبُ
.
قـــدرتـــهُ بـاقـيـةٌ مــطــلـقَـــةُ
وأمـره قـد وسـعـتــه الـحـكـمـةُ
.
وفـق إلـٰـهــي الــكُــلَّ للـخـيـراتِ
واحفظ أبي واقضِ لـه الحاجاتِ
.
وزد إلـٰــهـي فِـــيَّ كـــلَّ عـــلـــمِ
وعـمـلٍ ، وانـفـع بـمـا فـي نـظـمِ
.
مـن الـنـصـائـــح الـتـي أجـتـهــدُ
مــعــونــةَ الـلـه بـهـــا أعــتــمـــدُ
.
مَـا خَــاب رحـٰمـنٌ عليه يُسـتَـنَــد
فـهـو قديـرٌ ذو اقتدارٍ لا يُــحَــــد
.
أحـــمَـــدُهُ بــالــبَـــدءِ والــخِـتَــامِ
عـلـى وصـــولِ غــايــةِ الــتَّــمَــامِ
.
رُبَّـاهُ إنِّــي تَـائِــبٌ فــاغــفِــر لِـــي
أصـلـح إلهي مـا أتَـى مـن نـسـلِ
حارث طه قاسم العامري
*أبــو هـــمَّـــام*
مركزُ السُنَّةِ للعلومِ الشرعية
مدينةُ - إبِّ -
0 تعليقات