ثلاث قصائد/للشاعر*أبو سليمان* *السامدي*

*يارب أكرمنا*


لتشكو من الإملاق خوف العطية
فتخفي الغنى إن مر بالباب سائل

تجود  بدمع  العين  إكرام  معدم
وأحوالها ساءت إذا الضيف  نازل

تنـاست  بـأن اللـه  للمـال  واهب
وإن  يقبض  المال فلا شك فاعل

حياة  لنا  فيهـا  سـوى  مـا  نعـده
صلاحا من الأعمال فالموت واصل

فلا  للغني  عمـر  يطـول  من الغنى
ولا  ينقص  العمر  إذا الفقر  حاصل

فيـارب  أكـرمنـا    بمـا   أنت   أهله
وأصلح  لنا  الأخرى  تطيب  المنازل


*أبو سليمان* *السامدي*

*مقطوعة الهجرة*

بعد أيام قلائل بمشيئة الله تعالى سيهل علينا عام هجري جديد بإطلالة تذكرنا بحدث عظيم كان له الدور الكبير في تغيير مجرى التأريخ الإسلامي وكان بداية له ألا وهو حدث الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم التسليم

        *البداية من* *مكة إلى غار* *ثور*


في هجرة من ربى الأوطان يرتحل
من مسقط الرأس حيث القلب ينتهل

سار الحبيب وكان القوم يستهموا
أن  يقتلوه  وفي  هذا  لقد  عملوا

ألجهل أضحى لبيبا في  استشارته
بالقتل أفتى وشيخ الرجس يحتفل

خـيرا  أراد  بهم  لو أنهـم  فقهوا
لكنهم  سذج عن خيرهم  غفلوا

ظلوا فأرشدهم بالحق خاطبهم
بالسر والجهر  بالقرآن  ما عقلوا

آلهة  عددوا  من   تمـر أو حجـر
ظنـوا  عبـادتهـا   للرب  تتصـل

شـرا  أرادوا به   واللـه  حـارسه
باتوا  إلى  داره  فارتابت  الحيل

ناموا فمـا سمعوا خطواته حينما
من بينهم مر والشيطان منخذل

حث  التراب  عليهم  دونما  وجل
وينشد الربَّ في الدعوى ويبتهل

ويمم  السير  مكسورا  بخـاطـره
والحزن نيرانه في الجوف تشتعل

نحـو  المـدينـة  حيث النصر  ينتظر
في  وجهـة  بدئهـا  للغـار  ينتقل

في  غار  ثور  أوى  خير  الأنام به
والشرك  في عمه  بحثا وقد فشلوا

بعدا وسحقا لأهل الكفر ماقصدوا
أن يدركوا الشمس وهمٌ أن لها يَصِلُوا

*نحن الصدى* *والصوت*

يا مـوطن  الأنصار  يا قبر العدا
في  هامة  التاريخ  نبراسا غدا

أنت الذي للـدين أنجبت الحِمَى
صاروا حماة الشرع مقدام الفدا

مـن أيمـن البيت العتيق الأسـود
أتيت بالأبطـال لا تخشى الـردى

هم ناصروا المبعوث من كيد الخنا
لمـا  أتـاهـم  لاجئــا  مستنجـدا

من  مكة  حين  البغـاة  انتظروا
فـتكا به  لمـا  دعـاهـم   للهـدى

أمُّـوا رجـال الحـرب في ثوراتهم
ضد  الطغـاة   المـارقـين  اللـددا

مـن قـوة  الإسلام  نالـوا  عـزهـم
فانهـارت  البلدان  فتحـا  يفتـدى

دانت ملوك الأرض وانهارت قوى
شـرقـا  وغـربا  باليمــاني  يُقتَـدَى

لن يـترك  التـاريـخ مـا  قـامـوا به
أجــدادنا  آبـاؤنـا  نحــن  الصــدى

نحن الصدى والصوت والأثر الذي
يُقفى  مـن  الأجيـال  دومـا  أبـدا

في سلمنا  في حـربنا  نرعى الوفا
لا لن  نخون  العهـد  عـدلا إن بدا 

ترتيـــل  آيــات الســلام  الأمثـل
نحفظهـا   نحسبها   دين  الهــدى

عـروبة  الأوطـان  منهـا  إن  تَضِـع
ما  ضاع  منَّا  عرقها طول  المدى

والـديـن  منهـاج  الحيـاة  الأقـوم
مهما  يضل  الناس  يبقى  المرشدا


*أبو سليمان* *السامدي*

إرسال تعليق

0 تعليقات