من جحيم العقوق /للشاعرسلطان محمد معافا

ـــــــ من جحيم العقوق ـــــــ

.
.

جاء الصباحُ   رأيتُهُ   مفجوعا
ورأيتُ في تلك العيونِ دموعا
جاء الصباحُ ليشتكيني  بابنهِ
ويقولُ: عاقِّ لي وليسَ مطيعا


أينَ الوفاءُ وقد بذلتُ لِسُعدِهِ
وجعلتُ أيامَ الحياةِ ربيعا
دَلَّلْتُهُ وبذلتُ ما أَقوى على
إعطائهِ فهل ارتكبتُ فظيعا


يأيها القاضي سمعتَ بشكوتي
أنا لم اُقَصِّرْ نحوَهُ أُسبوعا
واليومَ جاءَ ليبرزَ الأكتافَ في
سخطٍ ويصبحَ في الأنامِ وضيعا


ابني الصغيرُ أنا الذي دَرستُهُ
حتى غدا في العالمين رفيعا
لو يسمعُ الماضي الذي علمتُهُ
لأتى إليَّ   مصدقاً وقنوعا


انظر إلينا كيف عشنا عمرَنا
بين المراعي والفيافي جوعا
واليوم أصبحَ حالُكم في نعمةٍ
لكنَّما التدليل صارَ شنيعا


يا ابني كبرتَ اليومَ حتى لم تَعُد
بينَ الرجالِ موقَّراًُ مرفوعا
قُم عُد إلينا ما جرى لكَ بيننا
فغداً ستذكرُ  قولَك الملسوعا


أنا لم أصدقْ إذْ تبيَّنَ قولُهُ
حتى تهجَّمَ بالكلامِ  مَنوعا
بالأمسِ قلتُ  وهل لقلبي غيرُهُ
فغداً أُفاخرُ بالحبيبِ جموعا


لكنَّهُ    الآمالَ   خيَّبَ  إنما
عصيانُهُ سيعودُ فيه سريعا
وسيلقى عندَ اللهِ حقًّا فعلَه
والقلبُ يبدو خائفاً مفزوعاً


هل كان يسمعُ قولَ ربي طاعةً
وحديثَ أحمدَ مَن يصيرُ شفيعا
فاضربْ إذا  بلغَ ابنَ عشرٍ بعدَ أنْ
علَّمتَهُ حتى  يصيرَ مطيعا


إنا   أخذنا  باحترامٍ   دينَهُ
ونقولُ فيه  حديثَه المسموعا
فإذا تمادَى بعدَ ذلكَ ربما
من دعوةٍ يغدو الشقيُّ صريعا


✍️
سلطان محمد معافا

إرسال تعليق

0 تعليقات