قصيدتان /للشاعرحسين الأصهب*

لعمرُكَ مافي رِجسةِ الثّوبِ سوءةٌ

يُساءُ بِها مَن كانَ بالفِكرِ طاهِرا

ولكنّما مَن زانَ في النّاسِ مظهرًا

ومازدانَ فِكرًا بالجمالِ وجوهرا

أرى البدرَ بالأنوارِ واللّيلُ دامِسٌ

رأيتُ،، وتِلكَ الشّمسَ بالحرِّ هل ترى؟!

فأكرِمْ بِأهلِ الطُّهرِ غيثًا فما أتوا

على مُجدِبٍ في النّاسِ إلّا وأثمرا


*حسين الأصهب*


*الحنين إلى الأمس*


أحِنُّ إلى تِلكَ الليالي الخواليا
مِنَ الشوقِ ، ، ،
حيثُ الأنسُ في الروحِ واليا

أحِنُّ إلى صمتي ...
وأنداءَ فكرتي
وعطري
وألواني
وخلعي زواليا

وأرجو بِصوفِ القُربِ
غَزْلي،،،، فإنّني
لدى البُعدِ أشكو
ما يمرُّ خِلاليا

أحِنُّ إلى الأنّاتِ
ألّا تزورُني
وأن لا أزورَ بلوعتي
قطُّ حانيا

أحِنُّ إلى كفّي عنِ الآهِ ريثما
أبوحُ بِلا شَطَطٍ
إلى اللهِ حاليا

لعلّي أُوافِقُ ساعةً
لا يَصيبُها
نحيبُ هوىً ،،
إلا ويرجعُ شاديا

أحِنُّ إلى
أن يبلُغَ الوصلُ ذروتي
ليستُرَ بالتحنانِ
ماكانَ عاريا

وأن تبلُغَ الأوجاعُ
ترقوةَ النوى
وترسُمُ "سمفُونِيّةُ" الحُبِّ حاليا

أحِنُّ إلى أمسي...
فيومي مِنَ الأسى
تناولني كالهِيمِ ،،
يشتفّ مابيا

ويوم غدي متربّصٌ
بي فريسةً
ومالي مِنَ الآتي مفرٌّ ..
فمن ليا ؟

ليَ اللهُ مِن أوجاعِ
كالهطلِ لم تزلْ
عليّ ، ، ،
وممّا يستبيحُ المآقيا

ليَ اللهُ مِمّن
جلمدَ البَينُ قلبَهُ
ومن كُلّ قلبٍ
يستلذُّ عذابيا

ليَ اللهُ ممّن توّهتني
دُرُوبُهُ
ومن أنهكتْ
غيماتُهُ البيضُ واديا

على ضِفّةِ الحِرمانِ
تذوي حُشاشتي
إذا الليلُ
مِن سُوَرِ الحنينِ
تلانيا

يُلملِمُ مِن أثَرِ المُعاناتِ
غيمةً
ويعصرُها
قلقلاً
يزيدُ عنائيا

ويرعى "بناتَ النفسِ"
والعينِ
واللمى
وآهٍ إذا ما أصبحَ الليلُ راعيا

يهشّ بِوحشتِهِ
همُومَ مُتيّمٍ
وقد باتَ من كلّ المسرّاتِ
خاويا

هو الليلُ ذو حدّينِ
إمّا سكينةٌ،،،
وإمّا
عناءٌ
لايسرّ المُعانيا

أرى الليلَ يهواني
نديمًا
وصاحِبًا
يُلازِمُ بالأحزانِ
دومًا مقاميا

فقدتُّ "بناتَ الليلِ"
"والفِكرِ" بعدما
غزتني "بناتُ الدهرِ "
حتّى نُخاعيا

فما عادتِ الأبياتُ
تُبدي روائعًا
إذا صغتُ بالحرفِ الوديعِ
بيانيا

وما عادَ في بُستاتي
غيرُ فراشةٍ
أُبحتُ لها ذاتَ افتقارٍ
دِمائيا

ورملٍ لهُ مِن غربةِ
الظلِّ أنةٌ
تُملّي كؤوسَ الأقحوان التنائيا

فبي لوعةٌ كالنّارِ تغلي،،
وغربةٌ
تموجُ ،،،
وراياتٌ ترومُ قِلاعيا

وبي عَبرةٌ حرّاءُ لو أنّها استوتْ
على شامِخٍ لنسابَ
كالشمعِ
باكيا

ولكنّني باللهِ
في الناسِ كاتِمٌ
وإن كانَ بعضي بالمُعاناتِ باديا

جهلتُ حياتي ، ،
بعدما قد عرفتُها
فذكّرتُني جهلي،،،
وقد كُنتُ ناسيا

كما نالَ مِن سَأَمِ الفتى
الدهرُ ، ، إنهُ
كذلكَ نالَ الشوقُ
مِنّي احتماليا

أُنادي ، ، ،
فلا أُصغي جوابًا
سوى صدىً
يُجرجِرُ في حلقِ
القنوطِ نِدائيا

وقيثارةٌ بالشّوكِ
يَعزِفُها الجوى
وكم عزفُهُ الطُاغُوتُ
أبكى غِنائيا

.....

تنوءُ بأوزارِ المجازِ حقيقتي
وترنو لدى الترحالِ
أقصى مجازيا

فكم كاهِلٍ
قد بدّلتْ حالَ غربتي
وكم نَعَتِ الخُطُواتُ
نَعلَي رِحاليا

أخالُ ركائِزَها
يراعاتُ كاتبٍ
إذا ما انتهى مِن واحِدٍ
جاءَ ثانيا

لقد ركِبَتْ ضهري
صروفي مطيّةً
ومِن قهقهاتِ الروحِ
حاكت لجاميا
........

قُتِلتُ . . .
وما زالتْ بيَ الروحُ حيّةً
بِلا روحِ
في كفَّي دوائي ودائيا

أموتُ إذا جفّتْ
عروقي مِنَ الهوى
وأحيا إذا زارَ الخيالُ
خياليا . .

ومابينَ موتي،،،،،
وانبعاثي
مُهنّدٌ
لدى قاتِلٍ
ماكلّ يومًا قِتاليا

أرى الشوقَ لايرضى جفائي..
ولوعتي
أبتْ نارُها
أن تستضيفَ المُداويا

فهل لي مِنَ العقّارِ
حظٌّ ؟ أنالُهُ ...
لِأُذهِبَ عنّي
عِلّتي واضطرابيا

فما عُدتُّ والمُلقي
لدى الحُبِّ أمْنةً
وشوقًا ، ،
بأنْ أقوى جفائي أمانيا


*حسين الأصهب*

إرسال تعليق

0 تعليقات