خيط الأمل /للشاعر منير الضوحاء

خيطُ الأمل

رغـــمَ الـمُـعَـانَـاةِ مـا ضـاقـت بِــيَ الـسُـبُـلُ
قـــد جــئـتُ مــن ســبــأٍ يـحـدو بيَ الأمـلُ

أراودُ الأمـــلَ الــمــغمـــورَ فـــي بَـــــلَــــدٍ
لــنـــا بــأمــجــادِهَــا الــتــأريـــخُ يــتـصلُ

إنْ مـسَّ صـنعـاءَ مـا يُـشْـجِـي بِـخَـاطِرِهَـا
فــلـلــريــــاضِ جــراحٌ لــيــسَ يَــنْــدَمِــلُ

عــروبــةُ الـــدًَمِ فــي الأجـســادِ جـاريــةٌ
والـــديـــنُ يـجـمَـعُـنَـا والأرضُ والـمُـــثُـلُ

أنـــــا الـــيــــمـــانــــيُّ لا دارٌ ولا وطــــنٌ
يُــبَــعْـثِـرُ الــحـربُ أشـــلائــي وأنــذهــلُ

تَـجْـتَـرُنِـي ألـــفُ مـأسـاةٍ وتـعـصـفُ بــي
لـٰكـنـنـي رغــــم إعــصـاراتِــهَــــا جـــبــلُ

سـبـعٌ مــن الــقـهــرِ قــد آلــت لِـثَـامِـنَـةٍ
وَلَــمْ أزلْ فـي سـنـيـنِ الــويــلِ أنـتـقـلُ

حـــولــي ديـــارٌ وأشـــلاءٌ مُـــمَــزَّقَــــةٌ
وطــائـفــاتٌ مــن الــنـيـرانِ تَـشْــتَـعِــلُ

يُـفَـتِّـتُ الـجـوعُ أمـعــاءً وَيـَسْـحَـقُـهَـــا
مــا  لـلـفـقـيـرِ بـهـا فـي كـسـبِـهِ حِـيَــلُ

يــاقـومُ مـاذا دهـاكـم أيـن حـكمـتُـكُـمْ
بـلادُكـُم قـد غَـدَتْ مـن بـأسِـكُـم طَـلَـلُ؟

أَلَــمْ يَــعُـدْ عـاقــلٌ فــيـنــا فَـيَـرْشُـدُنَـا
إلـى الـصــوابِ فـــلا مَـيْــلٌ ولا حِــوَلُ؟

أقـسـمـتُ بــالـلِّـهِ مـولانَــا وخـالِــقِنَــا
وَمَــنْ بـــأحــوالِــنَــا نــرجــو  وَنَـتَّـكِـلُ

لا الـشـرقُ لا الـغربُ قد يأتي بِـحَلْـحَـلَـةٍ
لا الـفُــرْسُ لا الـرومُ مِــمَّـا حَـلَّ يَنْــتَشِـلُ

إنْ لـم نــكُـنْ نـحـنُ مـن نـقـتـادُ أنفسَنَـا
وَرُكْـنُـنَـا الـلَّـهُ والــتـنــزيــلُ والــرُسُـــلُ

إنْ لَــمْ نُـطَـهِّـرْ  بـتـقـوى الـلَّـهِ أفــئــدةً
فـكـيـف يـأتـي لــنــا مــن ربـِّـنَــا بَــدَلُ؟

تـلــكَ الـمـلايــيــن لـلآمــالِ عـــاقــدةٌ
عـســى تــزولُ خـصـامـاتٌ وتـرتـحــلُ

يـا قــومُ فـلتـتـركـو الـمـاضي وَزَلَّـتَـــهُ
فالـخطبُ في شعبِكُم مُسْتَفْحِلٌ جَـلَــلُ

أنـــيـــنُ جــرحـى وأيــتــامٍ وأرمـــلــةٍ
ونـــازحٍ هَــــدَّهُ الإعــيـــاءُ والـــمَـــلَـــلُ

وَقَـابـعٌ فـي سـجـون الـظُلـمِ مُـنْـتَـحِـبٌ
مِـنْ دونِ حَــقٍ عـنِ الأحـبـاب مُـنْـعَــزِلُ

وَأَنـْـفُـسٌ أُزْهِـقَـتْ في الحربِ طاهــرةٌ
ومــا لــهـــا نــاقـــةٌ فـــيــها ولا جــمــلُ

كـم فـي الـمـقابرِ من أحبابِـنـا فُـقِــدُوا
وآلــــةُ الــمــوتِ لــم يـنـتـابــهــا كَـلَــلُ

تـمـضـي الـسنـونُ وتـأتـيـنـا فواجعُـهَـا
فـيـاتـرى بـعـــدهـا مـا الـحلًُ ما الـعمـلُ؟!

قـد خـابَ مَـنْ ظــنَّ أنَّ الـقـتلَ مُنْـطَلَقٌ
لِــلـحُـكْـمِ أو أنَّــهُ فــي ذلـكـم بـَـطَــــلُ

بَــلْ إنَّـــهُ الـخـزيُّ في الدنيا سـيلـحقَـهُ
وَمَــنْ لــهُ إِنْ دنـى الــمــيـعـادُ والأجَــلُ

كــفــىٰ فَـكُـلُ يَــــدٍ لِـلـسِـلْـمِ جــانــحــةٌ
غـــداً بــنـصـرٍ مــن الــرحـمـٰـنِ تـحـتفـلُ

ثُـــمَّ الــصـلاةُ عـلـى طـٰــه مُـــعَــلِّـمِــنَــا
صَـلَّـى عـلـيـهِ إلــٰــهُ الــكــونِ والـرُسُــلُ

ِ


           ش/منير الضوحاء

إرسال تعليق

0 تعليقات