اربع قصائد/للشاعر*حسين الأصهب*

*لقاء دامي*

يامن أذبْتَ الشّوقَ وهوَ جليدُ

ليتَ انبعاثَ الحُبِّ فيَّ يُفيدُ

يمَّمتَ بالسّفرِ اللّغوبِ سكينتي

فأصبتها .. من ذا سِواكَ يُجيدُ

وطويتَ بُعدًا كُنتُ فيهِ بغفلةٍ

عن وصْبِ لحظِكَ حينَ كانَ بعيدُ

وأتيتَ كالإعصارِ نحوَ مشاعري

فهدمتها،، ولها  البِناءُ  جريدُ

وأتيتَ شمسًا ،والمودّةُ وردةٌ

ظمْئى ،، فوهجُكَ بالعناءِ يزيدُ

ءأتيتَ بالأحلامِ ؟ أم هيَ صولةٌ ؟

فيها يسيلُ منَ الجراحِ صديدُ

أيقضتَ أوجاعي،نكأتَ مشاعري

وأتى عذابٌ في لقاكَ جديدُ

يامتلفي مابالُ بالكَ لايعي ؟

أنّي إذا شبَّ اللِّحاظُ حديدُ

مابي على هذا الهوى من طاقةٍ

فالبُعدُ  مرٌّ ، والحنينُ شديدُ

قالَ الهوى:لو كُنتَ تدري عذرتني

قِدرٌ أنا ، بكَ يافتى ووقودُ

ماحيلتي وبكم تزيدُ ضراوتي

والحظُّ فيكم عابسٌ وعنيدُ

فأجبتُهُ، والجرحُ يضحكُ نازفًا

: أنّ الرّجوعَ مذلّةٌ ووعيدُ

وبأنّ لا عتبًا عليهِ ،، وإنّما

عتبي على من في هواهُ بليدُ

أنْ كيفَ لايرعى فؤادًا مُدنفًا

يُبليهِ صبًّا باللِّقا،  وَيُعيدُ

حسبي بأنّي جامِحٌ ،وبأنّني

رُغمَ التباسِ المعضلاتِ رشيدُ

أنّي لأرجو ، والرّجاءُ عبادةٌ

يأ أنتَ في قلبي الرّؤومِ وحيدُ

ليتَ المخاضَ يَحِلُّ يومًا حبّنا

ليمُرَّ من جوفِ الجفاءِ وليدُ

*حسين الاصهب*

إذا كُنتَ ذا فضلٍ ،وَلَمْ تَلقَ شَاكِرًا

فلا تَكُ مَنَّانًا ، وَحَسْبُكَ بالأجْرِ

كفاكَ بأنّ اللّهَ بالفضلِ حافِظٌ

وكافيكَ مِمَّن يَدفُنِ الفَضْلَ بِالنّكْرِ

ولا تشتكي يومًا وَفَاكَ لِجَاحِدٍ

فَلُو كَانَ ذا خَيرٍ لَوَافَاكَ بِالشُّكْرِ

ولكنَّ أَصلَ الجاحِدِينِ دناءَةٌ
إذا جائَهُم ذو الخيرِ، جازوهُ بِالشَّرِّ

سيبقى اللَّئيمُ وإنْ تَخَلَّقَ بالإبا

لَئِيْمًا ،، وَيَابُعدَ الغُرَابِ مِنَ النَّسْرِ

فَيَاصَاحِبَ المَعْروفِ هَاكَ نَصِيْحَتي

وَمَثلي إلى الإرشادِ والنُّصحِ كم يَجري

تَخَيَّرْ خَيارَ النَّاسِ ،فالحُرُّ بَينَهُم

إذا كُنتَ تدري مِثلَما لَيلةَ القَدْرِ

*حسين الأصهب*
*لن أنكسر*

لن أنكسرْ ..
كلّا ؛
وإن كدَّ الفؤادُ
منَ العناءِ المستمرْ ...

دربُ الهوى ،
مهما
تسعّرَ بالجوى
أو بالنّوى،
لن أنصهرْ ...

مهما صُلِبتُ على جذوعِ
توحّدي
وكآبتي ،
وشربتُ شُربَ "الهِيمِ"
أنّاتي
وأتراحي
وعلقمَ وِحشتي ،
لن أزدجرْ ....

بُستانُ آمالي
وسيعٌ ،
والعيونُ
غزيرةٌ،
وتراقصُ الأشواقَ
في جَذَلٍ ،
إذا لاحَ الضّجرْ ...

أغصانُها الخضراءُ بالإقدامِ
لاتخشى  ،
إذا ما اليأسُ
يأتيها جرادًا مُنتشرْ ...

لا أخشى في دربي الجليلِ
نكايةً
أوكبوةً
أو غلظةً
فاليأسُ فوقَ نِصَالِ عزمي
في هوانٍ ينشطر...

سأجوبُ لا أخشى
سيوفَ العاذلينَ
ولا رِماحِ "الضّاغنينَ"
ولا المكائِدَ ،
والسّفر ...

لا لن يقرّ ليَ القرارُ ،
وما يزالُ النّبضُ بالأشواقِ
فعّالاً ،
إلى أن يستقر !!...

جأشي يُناطِحُ في الأعالي النَّجمَ ،،

في الأعماقِ غوّاصٌ،
وكم في السّهلِ طابَ لهُ الأثرْ ..

سيعومُ في غسقِ الهوى
نجمًا
مُشعًّا
لامِعًا ،
ليعودَ نحوي حامِلاً ،
أحلامَنا وجهُ القمرْ ..

*حسين الاصهب*

*مَساءٌ مُساءْ*

مُساءٌ مَساءُ الهوى مُقفِرُ

وفي مَهمَهاتِ العرا جوهرُ
 
ضحوكٌ وليسَ بِهِ ضِحكةٌ

ولكنَّها طيفُ من غادروا

تُقَهقِرُ بُؤسًا تجاعيدُهُ

بِسلوايَ لو جُندُها شمّروا
 
وأنسامُهُ الخاوِياتُ مِنَ الحَياةِ

بأمواتِها أزفرُ

إذا صِحتُ ردَّ الصَّدى وِحشتي

لينهشني نابُها الباتِرُ

بِهِ أحتسي مَضَضًا صبوتي

فَمِن صبوتي غادَرَ السُّكَّرُ

كظيمٌ  أنا في المسا لابِثٌ

ولازلَ بي في النّوى يُبحِرُ

لَكَمْ كَمْ وَكَمْ كَمْ وَكَمْ كَمْ وَكَمْ

لهجتُ وذا اللَّيلُ لا يهجرُ 

فكم أذَّنَتْ لِصلاةِ الهوى

مآذِنُهُ ، واستوى المِنبَرُ

وجاءَ مُلَبٍّ أذانَ الهوى

فؤادي ، وأشواقُهُ كوثَرُ

وَيَمَّمَ بالطَّيفِ أعضائَهُ

وَيَمَّمَ مِحرابَهُ ،، يجأرو

فلا يوسفٌ عادَ .. أو أبصرتْ

ليعقوب عيناهُ ؛ أو بشّروا

سَئِمتُ المَساءَ فلا مُقبِلٌ

بأشواقِنا فِيهِ أو مُدبِرُ 

وسلوايَ حينًا أفوزُ بِها

وحينًا يفوزُ بيَ الحافِرُ

فيا أيُّها الصُّبحُ حُثَّ الخُطى

فليلُ الهوى مُقفِرٌ  مُقفِرُ


*حسين الأصهب*

إرسال تعليق

0 تعليقات