الى ابطال الجيش /علي سيّـــار

إلى أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مأرب وهم يسطرون أروع الملاحم البطولية في ميادين العزة والشرف،
وهي كذلك لكل الأباة الأحرار في مأرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بكم عادت سواعدنا الشدادُ
وعادت نحـو عزّتهـا البــلادُ

وكم كانت لأدمعهــا تــواري
وأرواح الأنـــام بهـــا تُبـــادُ

كأنّ الحميـريّــون القُـدامـى
رأوا فيكم ملامحهم فعادوا

لأن الله أرسلكـم شمـوســاً
تلاشى عن نوافذِنا السّـوادُ

إذا الأحـرار يا بلقيس ثاروا
فـلا ظلــمٌ يظـلُّ ولا فســادُ

ولا يبقى على الدنيـا وصيٌ
وينحسر الظلام بمن تمادوا

ويختنـق الهـواء بمن تعـدّى
وتحجمُ عن تقدّمِهـا الجيـادُ

وإن ثــارَ الأُبـــاةُ على عـدوٍ
فــلا درعٌ يقيــه ولا عَتـــادُ

رجالٌ كالأسود على حِماهم
لهـم دومـاً على اللَّهِ اعتمـادُ

إذا مـروا على جبـلٍ تلاشـى
وذابت تحت أرجلهمْ صِلادُ

براكينٌ متى اشتعلوا بأرضٍ
تلظّـتْ في لهيبهـمِ الـوهــادُ

ومأرب كالجحيم لمن غزاها
وذلــكَ مـا أقــرَّ بـهِ الـرّمــادُ

وتأكـل مَنْ دعـاهُ لهـا جنـونٌ
ومن لم يثنـهِ عنهــا الرّشــادُ

فكـل القادميـــن لهــا بشـــرٍ
على ذراتهــم رقـصَ الجـرادُ

على متن الرياح إلى قراهم
كذرات الغبار المحض عادوا

وحتى الهاربين من الأعادي
ببأس الأقويـاء هنـا أشـادوا

هنا الأقيـال لا أحـدٌ سواهم
لهم مثل النجوم هنـا اتّقـادُ

نجومٌ لا يحيـطُ بهـم كـلامٌ
ولا يكفي ليشـرحهــم مَفـادُ

لهـم في كـل قافيـةٍ خيــالٌ
إلى معنى الكفـاح لهُ معــادُ

لقد جفّـت بمعجمِنا المعاني
وأجدب في محابرنا المدادُ

وهاهم كالبحـار بـلا انتهـاءٍ
وهل بحـرٌ، يحيط بهِ جمادُ

فكم خطّوا لنا قصصاً كباراً
بهـا قال الزّمـان لقد أجادوا

لقـد جـاؤوا أسـاطيـراً إلينـا
وخطّوا المعجزات كما أرادوا

علي سيّـــار

إرسال تعليق

0 تعليقات