رحيق منفاك/للشاعرعبدالمحسن محمد

"رحيق"

منفاكَ مُتّسعٌ
وأنتَ مع اتّساعِ
الحلمِ فيكَ تضيقُ

وكأنَّ ما في مقلتيكَ
لمنتهى الأوجاعِ منكَ طريقُ

في غارِ صدرِكَ
ماتَ كلُّ المرسلينَ وكُذِّبوا
كفُتاتِ حُلمِكَ
فاتَهُ التّصديقُ

بعضُ احتمالاتٍ ستبقى
مَنْ يعيدُكَ بعدها؟
فاصبرْ..
سيولدُ بعدَ صبرِكَ ضِيقُ

متشابهانِ..
ككلّ أوجاعِ الجياعِ
كأنَّ وجهَكَ
حِنطةٌ ودقيقُ!

عيناكَ مِنْ ضوءٍ
وقلبُكَ مُظلمٌ
والموتُ في
كلتا يديكَ عتيقُ

عانِدْ خطاكَ
فلا تراجعَ بعدَها
قدْ لا يكلّفُكَ التعثّرُ
ما يكلّفُكَ التردّدُ في هواكَ
وحينَ يكبرُكَ الصداعُ تفيقُ!

عبثًا كأنّكَ لستَ بي
وكأنّنا مثلُ النهايةِ تائهانِ
متيّمٌ وصديقُ

هذا فؤادي
أينَ قلبَكَ دُلّني؟
لأراكَ في ما لا أطيقُ
مِنَ الهوى، وأطيقُ

أغمض جراحكَ كيْ ترى
كلُّ الجّهاتِ أنا..
وأنتَ عميقُ!

كلُّ الملاجئِ
بعدَ صدرِكَ
أتعبتني مِنْ غيابِكَ
ضمّني.. كالخمرِ
حينَ يضمّهُ الإبريقُ

فاعبرْ صراطكَ
ولتدعْ قلبي هناكَ
فكلّما ابتعدت يداكَ
كأنّ موتيَ هزّني
وزفيرُ روحيَ
لا يليهِ شهيقُ!

كنّا زمانًا زهرتانِ
يشمّ منَّا العابرونَ رحيقَنا
حتى رحلتَ..
وخانَ حسنَ الزهرتينِ رحيقُ

عبدالمحسن محمد

إرسال تعليق

0 تعليقات