اقرا/للشاعرباسم أحمد قبيطر -

إقرأ

هلّ الربيعُ ووجهُهُ وضُؤٓ(ا)
والبِشرُ أرجاءَ الدنى ملَآ

ولد الهدى والكونُ من فرحٍ
لبّى مشوقًا مولدًا بدآ

وفمُ الزمانِ افترّ مبتسمًا
متهلّلًا: ما أعظم النبآ!!

وغدا بريقُ الكفر منكسفًا
ورداؤهُ المتكبرُ اهترآ

وهراؤه ما عاد مستترًا
فحجابُ غطرسةِ الغوى نُكِئا

بنبوّةٍ أنوارُها سطعتْ
كانت لدينِ الحبِّ ملتجَآ

كلُّ الذين ببغيِهم عمَهوا
وضميرُهم في غفلةٍ صدِئا

كلٌّ بطيبِ محمدٍ شُغفوا
لم يعرفوا لمحمد كفُؤا

والكل أيقن في سريرته
هو خير من هذي الثرى وطِئا

وإمامُهم في الكفر يعشقُهُ
لولا التكبّرُ آب منكفِئا

عن كفرِه بمحمدٍ وأوى
طوعًا له بالودِّ ممتلئا

فمحمدٌ بالحبِّ أسعفهم
وبطيبهِ المعتلُّ قد برَآ

أدى الأمانةَ مخلصًا وبها
أوفى وتمّمَ ما نوى ووأى

لا شمسَ يرضاها ولا قمرٌ
ويرى الكنوزَ بعينِه صدَآ

لا شيءَ إلا اللهَ ينشدُهُ
وإلى الغنيِّ بطيبةٍ لجَآ

أيغَرُّ بالدنيا ويعرفُها
شمطاءَ أخفى ثوبُها الحمَآ

ما همّهُ من لدّهُ جنَفًا
أغضى إذا ما جاهلٌ ودَآ

الدين خير دريئة أبدًا
وبه المفاسدَ عنهمُ درآ

كان التفرقُ فيهمُ سمةً
فأتى بشرعٍ شملَهمْ رفَآ

يدعو إلى الإخلاصِ في رحمِ الْـ
قربى فقاطعُها امرؤٌ خسِئا

بشراهمُ في رزقِهم بُسِطوا
واللهُ في آثارِهم نسَآ

لن تبلغَ الأفهامُ من كرمٍ
ماذا أعدّ لهم وما خبَآ

لم يستطِع إبليسُ ردعَهمُ
أن يؤمنوا وبغيِّه ودِئا

ما انفكّ يغريهم ليغويَهم
لكنما إغواؤهُ انفقآ

أوَما منَِ ارتدوا غوًى رجعوا
وجميعُ من أغرى ومن صبَآ

إلا قليلٌ خاب سعيُهُمُ
وضلالُهم أفهامَهم وجَآ

تعسًا لهم من قبحِهم تخِذوا
فضلَ النبوّة غيلةً هزُؤا

فترى الرجيمَ وقد طغى وبغى
يومَ القيامةِ منهمُ برِئا

فالويلُ يوم الحقِّ موعدُهم
عقبى لكلِّ مكابرٍ شنَآ

ملءَ القِلى الممقوتِ أبغضَهُ
وعلى الرسولِ ببغيِهِ اجترَآ

أيظنُّ لؤمَ هواهُ يخدعُنا
ما عاد يخفى ها لقد نتَآ

هذا الذي يخشى مقاربةً
للحقِّ إن يدعى له بَطُؤٓ(ا)

متثاقلًا في الخطوِِ يوهمُنا
أن سوف يأتيْ بينمَا انتسَآ

المرءُ ذو وجهٍ يعيشُ بهِ
في الناسِ جهرًا ليس مختبئا

أقبِلْ بخطوِ الحبِّ متّسِقًا
لا ألفُ لا بمكانِهِ لَكِئا

دينُ المحبةِ كيف تنكرُهُ
نبعٌ فراتٌ شربُهُ هَنِئا

خُلُقُ التراحمِ لبُّ جوهرِهِ
من خالهُ عنفًا فقد خطِئا

يا أيها العادي بطِرتَ أذًى
بالظلمِ عمدًا كنتَ مُبتدئا

إن الصفاقةَ لا تزالُ بلا
عذرٍ يبررُ منطقًا هرَآ

كل الجبابرةِ الألى درسوا
هوَتِ العروشُ، فهل ترى سبآ؟!!

أُعذِرتَ إذ أُنذِرتَ أنّ غدًا
دارَ النّعيمِ الرّغْدِ لن تطآ

ما لم تتبْ فعليكَ قد حرُمتْ
تخلُدْ بنارٍ شأنَ من خَسَآ

فاغرق ببحرِ الذلِّ منتظرًا
عدلًا يُقَوّمُ ظالمًا بذِئا

لم يستجبْ للنصحِ أغفلَهُ
وازدادَ هذْرًا في اللّغا وكأى

ماذا عدا مما بدا، فعَدا
وعلامَ في عدوانِهِ اتّكَآ؟!!

لم يرتدِع أخزاهُ مقصَدُهُ
أعمى بصيرتَهُ فما انكفآ

عمّا جنى جرّاء عجرفةٍ
لولا التغطرسُ لم يكُنْ جرُؤَ(ا)

وبغى الأذيّةَ عن هوًى وغَوًى
ما زال ذاكَ النّذلَ ما فتِئا

في رسمةٍ أعمالُه حبِطَتْ
أبِأحمدَ الهادي الورى هزَآ؟!!

لا ريب أنْ سفِهتْ خصائلُهُ
إذ كلّما انحطّتْ بهِ دنَآ

تبّت يداكَ خسِئْتَ من أشِرٍ
أعلى الحبيب أغَرتَ مجترئا؟!!

أجهلتَ حقًا قدر أحمدَ أم
ساغ الغوى لكَ والهوى مَرُؤٓ(ا)

أبشرِ بإبليسٍ وصحبتِهِ
ستكونُ في جلّاسِهِ حبَآ

بمحمدٍ نارُ المجوسِ خبتْ
وضرامُها بالمولدِ انطفآ

حار المجوسُ وأُحرقوا بلظى
خوفٍ غزاهم، ما الذي طرآ؟!!

في حيْصَ بَيْصَ تراهمُ وقعوا
فإلهُهُمْ قد ذلَّ وانخسَآ

لم يفقهوا ماذا يَحيقُ بهم
في شرعِهمْ ودهاؤهم فُجِئا

نعماك من موحى إليك أما
فيك انتهى الإيمانُ وابتدآ

قلبٌ كبيرٌ بالندى رتِعٌ
يكفي البريّةَ حبُّهُ كلَآ

إشفع تشفّع يا حبيبُ بنا
يا من جعلتَ الحبّ مبتدَآ

متبتّلًا في الغارِ مبتهلًا
مستنبئًا ماذا تُراه رأى؟

غشِيَتْ حراءَ قداسةٌ هطلتْ
ومحمدٌ للآنِ ما نُبِئا

جبريلُ وسط حراءَ يقرئهُ
ومحمدٌ بالدهشةِ امتلَآ

ويقولُ إقرأ باسمِ ربّكَ خلْـ
لاقِ الورى، إقرأ بها بُدِئا

وأجاب لستُ بقارئٍ وجِلًا
فمحمدٌ من قبلُ ما قرَآ

اللهُ جلّ اللهُ يعصمُهُ
أوَيرتضي لحبيبِه الخطَآ؟

إقرأْ، ولم يسطع قراءةَ ما
وحيُ الألوهةِ جاءهُ، ونأى

حذِرًا فهيبةُ ما غشاهُ مضتْ
في الغارِ تعظمُ تستفيضُ رؤى

وتكثّفتْ أظلالُها وغدَتْ
في عينِه همًّا به رُزِئا

من هولِها هُرع الحبيبُ إلى
قديسةٍ لأمانِها التجَآ

وافى خديجةَ كي يلوذَ بها
في حضنِها وودادِها ادّرَآ

ألفى لديها الحبَّ يؤنسُهُ
وسلامَها ألفاهُ مُتّكَآ

فحنَتْ عليه بروحِها حدِبتْ
قالت له وبقولِها هدَآ

يا من تعينُ الكَلَّ تحملُه
واللهِ لا يخزيكَ من برَآ

تقري الضيوفَ بغيرِما مننٍ
أقسمتُ لا يخزيكَ من ذرَآ

والغارمُ المعدومُ تُكسبُهُ
بالحبِّ تنقذُ تائهًا نبَآ

أطعمتَ بالتحنانِ من سغِبوا
ورويتَ بالإيمانِ من ظمِئا

هذا هو المبعوثُ فالتمِسوا
كأسَ الرضى واسعَوْا لتمتلِئا

والكلُّ يطمعُ في شفاعتِهِ
يغدون لو وجبتْ لهم بُرَآ

صلى عليهِ اللهُ في ملإٍ
صلَّوْا تقًى، أعظم بهم ملَآ!!

صلُّوا عليهِ تعاهدوهُ رضًى
والآلَ حيثُ الطهرُ قد نشَآ


باسم أحمد قبيطر - إسبانيا🌴

إرسال تعليق

0 تعليقات