شمس الثماهي/للشاعرنجيب الطيار

شمسُ التَماهِي

يا فريد الصِفاتِ تدرِي وتَعلَمْ
أنّ قَلبِي بِحُبِّكَ الدَهرُ مُفعَمْ

شَاهدٌ لي نَبضِي وفَيضُ شجُوني
وحَنينِي وشَدوَ حَرفِي المُنغَّمْ

ويرَاعي والشوقُ يَتلُو غَرامِي
مِن شِغَافٍ بهِ الجوَانحُ تُضرَمْ

تَمتَطِي في ذُراك شمسُ التمَاهي
وتُنَاجِي النجومُ والزُهرُ والتَّمْ

أنتَ لِي كُلّ خَاطرٍ يتَدلَّى
في فُؤادي وللجَوى أنتَ بَلسَمْ

يا شِفائي من كُلِّ دَاءٍ عُضَالٍ
يا رَبيعِي والدَهرُ أعنَى وأشأمْ

يا سرُوري في دَاجياتِ همُومي
ونجاَتِي من العِثَارِ المُرجَّمْ

وشَفيعِي إذا تَباطأ جِدِّي
وسراَطي إنْ قُلت بل هُوَ أقوَمْ

أسوتِي في الهُجودِ لمّا وحظَّي
من جَميلٍ به نِعِمتُ ومَغنَمْ

فإذا صبّ الدهرَ جورَ عصُوفٍ
كنتَ يا مُنقِذِي من الهَمِّ والغّمْ

أنتَ مَجلَى الكُروبِ في كُلّ خطبٍ
في حِياضِ الوجُودِ بالإسم الأعظمْ

كم تَسامتْ بكَ النجومُ وَدارَتْ
في سماهاَ تُرتِّل اللاَ متَى عَمّْ

أناَ إن قُلت يا إمامُ البَرايَا
قلت لبيكَ أنت أحنىَ وأرحمْ

فإذا ما ذكَرت إسمِكَ صلّتْ
مُهجَتي والشُجون تَهوِي لِتلْثَمْ

قدمٌ طافَ بالخُلودِ وأغشَى
سِدرةِ المُنتَهى وصَلّى وسَلّمْ

وتَرقَّى لِمَنزِلٍ ما ترَقّى
قبلَهُ في الوجُودِ قَطْ وعلَّمْ

شرَحَ الله فيكَ صدرُ زمَانٍ
ونَبِيٍّ منكَ أصطفَى وتَسلّمْ

في ضُحاها وفي دُجاها فَمن ذا
كان قَبل الوجودِ نوراً مُطلسَمْ

كانَ فيضاً مِن وجهِ ربٍّ تعالَى
قبضةُ النورِ والسَماواتِ تأتَمْ

وحديثٌ للنفسِ أشهَى إليهَا
مِن صَدوحّ في الشَادِناتِ ترَنّمْ

وصلاةٌ تُغشَاكَ يا سيِّد الخَلقِ
بأمرٍ من الحبِيبِ مُتَرجَمْ

تُعلِن الحُبّ والسَلامُ وتُهدِي
من شذاهَا عطراً يفوحُ كَما لَمْ

نجيب الطيار
أم درمان السودان
٤ ربيع الأول ١٤٤٣ ه

إرسال تعليق

0 تعليقات