واطل الربيع /للشاعر نجيب الطيار

وأطل الربيع

وأطّلَ الربيعُ من جَفنِ شَهرٍ
يتهادى في سربِهِ ميَّالاً

فيهِ تشدوا القلوبُ في كلّ غُصنٍ
يانعٍ والهوى يزيدُ إشتِعالاً

يا مليكُ الهُداة في كلّ عَصرٍ
طابَ مسعَاكَ والزمانُ تَوالى

وتَراءتْ بالحُسنِ شمسُ المَعاني
في ضُحاهَا والسُعدُ مِنها تَوالى

إيه يا موْلد الحبِيب ترفّقْ
ضوءُ طَهَ على الوُجودِ تلألاَ

عَبِقَ الكونُ بالنَسيمِ وألقَى
من شَذا طِيب عَرفهِ سِربَالاً

لحيَاةِ النفوسِ منه مثَارٌ
ولضَوءِ القلوب منهُ جلالاً

ولداجِ الظلام شفّ شُعَاعاً
عَبقَريّاً سما بهِ إستِهلالاً

قبلَ هذا الوجود في رحِمٍ الغيبِ
عهوداً تخرُّ مِنهَا الجِبالاَ

مُذْ عصورٍ قَدْ سلَّموكَ لِواءً
بلْ وزِادوا بالقُربِ مِنكَ إكتِمالاً

فيهِ ربّ الوُجودِ أشهَدَ لمّا
نَصَرتكَ الجموعُ والأرتَالاَ

وغدا الكونُ أحمَديّ المَزَايا
فيهِ لوْلاكَ ما تَردّى جمَالاً

فيهِ لولاكَ غُرّة الكونِ غَارتْ
وسرَى الخلق والهمُوم ثِقَالاً

فيهِ حُمِّلتَ كلّ شأوٍ عَظيمٍ
كانَ عذباً وكانَ ثرَّاً زلالاً

كنت عِيسَى مُوسَى ويوسف لمّا
كنت إسحَاق والجِبال الطِوالاَ

آدمٌ تاب بإسمك الأمسُ لمّاَ
فعفى الله عنه فيمَا وَوالىَ

كلّ نعمائِنَا بِها تاجُ عِزٍّ
من سمَاوات مجدك إستِدلالاً

سيٍّدي يا خفُوقُ قلبٍ تجلّى
بمقامٍ به العقولُ ثَمَالى

نشوةً من غرامِ باهي السَجَايا
رتّلتْ فيهِ النيِّرات إبتِهالاً

بصلاةٍ تَتلو إمام البَرايَا
من حوى بالتقاةِ معنى كمالاً

حملَ العبء وأستباحَ الرزاياَ
وحباه اللواء فعزّ منالاً

يا صَلاتي عليهِ في كلّ حِينٍ
بل وأزكى تَسلِيمَها هَطّالاً

شاهدٌ أنّه الزلال المصفّى
بلّغ الحقّ بل تحدّى المُحالا

نجيب الطيار
أم درمان السودان
غرة ربيع ١٤٤٣ ه

إرسال تعليق

0 تعليقات