ابتسام الظل +بوح المدى /نجيب الطيار

إبتسام الظّل


ماذا سيجديني الصراخ وبالحشا
جرحٌ يفوقُ بوقعهِ أجراحي

وطنّي يمزّقه العُتاة فأين من
ويحطم الأزهار في أدواحي

ويذيبُ أحزاني التّي كم أنشبت
ناباً يغورُ مع الدجى بجناحي

كفّي تناوشُ مهجتي وتذيقَها
معنَى الصبابَ ولوعة الأتراحِ

وأخي وحصني يستبيح مضاضتي
ويذيقني واري اللظى بسلاحي

فلمن تري أشكو وما بي مؤسفٌ
قامت قيامته بدور الماحي

وطني تشتته الجهالة والغوى
يا نصرُ ما إين السَنا بصباحي

أين الرياض وشدوها وورودها
أين إبتسام الطّل للأدواح

مأساة جرحي بالحنايا شارقٌ
بدم المحبة إذ جرتْ في راحي

وأنا الذي أقتات مأساة الهوى
وطني علام تظلّ كالأشباحِ

حتّام نمضي والعداوة تحتفِي
والحقد يزرع شوكه بنجاحِ

غابت عقول شبّها أطماعُ ما
يا للمآلِ وأين منهُ كِفاحي

أين الذينَ ويدعّي من يدعّي
ودمُ الشهيد مؤرج ببطاحِ

وعلام نمضي والسماء كئيبة
تنبي عن الأحزان والأتراح

وسنا الأماني غائرٌ في لجّه
حتام يطفي بالدجى مصباحي

وجراحنا تشفى ولكن جرح ما
يشكو المآل ويستلذّ برًاحي

       نجيب الطيار
   أم درمان السودان
   ١٥ / ٩ / ٢٠٢١م
بوح المدى

أماه لم أجدِ الأمان بُعيدَ ما
خلّفتني خِلواً من الأحبابِ

لم ألتَقي الصَدر الحنُون ولم أجدْ
إلاّكِ يا مولاة قلْبي الصَابي

يا دِفئَها وحَنانها يا طُهرهَا
يا نورها المزروع في أهدابي

كيف الحياة فليتني لمّا قضتْ
بفراق من قد قّصفت أتعابي

ماذا ويطويني الحنين وأشتكي
بحماك أدواحي ودمع صبابي

وألوذ فيك لعلنّي ألقى المُنى
بعبير ذكركِ يا ملاذُ رغابي

يا جَنتّي يا جُنتِي وغضارتي
وحلاوة المعنى وحرف كتابي

يا للأماني هل لها من موئل
يا ليتني لمّا أخذتِ لبابي

وصحبتني حتى نراوحُ والهوى
يسمو بنا ويزيلُ بوح عِتابي

يا همستي الحرى علام تركتني
من ذا يعوضُ فيك صفو شرابي

من منصغي من جور دهرّ مضّني
أواه يا بوح المدى برهابي

أنت الأمان ولو تجمّع كل من
مالي سواك ولن أجد لصوابي

تدرينَ حتى لم أقل شكواي في
كم حلّ روحك بل كشفتِ حجَابي

وقرأتِ إحساسي وبوح مشاعري
وأنا التي بالصمتِ كان خطابي

ورمى الزمان عليّ من غلوائهِ
حُزنا يمزّقُ وقعهِ أعصَابي

ويحيلُ أفراحي التّي أنسيتها
خبطاً من العشواء يا لعذابي

يا من سكنت بحضنها ضمّي التي
يا شوقها خذني الى سِردابي

للدفأ للتحنانِ للصدر الذي
لمعارجِ الأفلاكِ في محرابي

إنّي وأفقد فيكَ أنغامي التّي
غنّيتها وعزفت لحني الصابي

يا جنّة الخلد التّي أنا من أنا
أنا أنت يا سٍّري وحبّي الخابي

رُحماكِ بي فأنا التّي ما زلتَ في
ما لي سواكِ فأينً يا .. تِرحابي

    نجيب الطيار
   أم درمان السودان
    ١٥/ ٩ / ٢٠٢١ م

إرسال تعليق

0 تعليقات