أيها المسبت /للشاعر نجيب الطيار

أهداء الى من ظن أن السبت هو الجمعة في زمن عزت فيه المعرفة وضاعت الأفكار في دهاليز الحياة البائسة التي تعيشها أمتنا فلا ملامة فإن الكل لم يعد يعي أين جادة الصواب في ظل حكم الأطماع والإرتزاق وسفك الدماء والإستمرار في الغي والظلال الى أن يقيض الله من يعيد للشعب عزته وكرامته ومكانته

أيها المسبت


ضاعت الأيام وانقّدت خطاها
وأستوى في البدأ منها منتهاها

نمتطي يوما ويمضي آخرا
أين منا زمناً ولّى وجاها

كان فيها السرب يرعى آمنا
كان فيها الزهر يزهو من شذاها

كانت الأحلام تقضي مرحا
وهزيم الدهر يشكو لرؤاها

كانت البسمة تعلو المشتهى
ويدير الصبح والنجم مساها

كانت الأحزان في خلف السدى
والهوى الساكن يجتاز هباها

أيها المسبت في اليوم الذي
لا ألوم الفكر فالمولى قضاها

قدّر الله علينا زمناً
لم نعد ندري كأن الكل تاها

كان شظف العيش معدوما كما
كانت الأيدي عوان في عناها

وغدا الأمس حنينا وأسى
وغدا اليوم جحيما يتماهى

يمسك الفقر تلابيب المنى
ويعض الجوع للأواء شقاها

فعسى التفريج أن يأتي كما
بعد هذا العسر نستجلي جناها

إن أمر الله في كن أين من
مدّ كفّا لا يخب من يتناهى

فدع المخلوق وأسأل ربه
فعسى إن لذت يأتيك مناها

وعسى الجمعة تأتي مثلما
أقبل السبت سعيدا لوباها

بعدما ضاعت أمانينا التي
باعها الكهان واجتازو سماها

نسفو العلم ولمّا يبتدي
وأتو من كهفهم يحنو جباها

حكمو كل سليل ومضى
صارت الأسد التي لمّا شياها

ويحهم مما قضو في قومهم
إن يوم الحسم قد حدّ شباها

هم لصوص هم دعاة للذي
كشفت أيامهم زيف خطاها

كلهم يدعو الى ليلى التي
وهي منهم في علٍ عزّ لقاها

كلهم يا سبت أعوان لمن
شبّ نارا لم تزل يا للظاها

وسيمسي في غمار المنتهى
لعنة يصلى بها من يتباهى

    نجيب الطيار
   أم درمان السودان
     ١١ / ٩ / ٢٠٢١ م

إرسال تعليق

0 تعليقات