الجرحُ دامٍ...للشاعر حسين الأصهب

من الارشيف

كلنا عبدالله الأغبري

الجرحُ دامٍ


الجرحُ دامٍ معشرَ الأُدباءِ

والآهُ غيمٌ ماطرٌ بسمائي

ينهلُّ بالعبراتِ وهيَ أليمةٌ

والحزنُ باتَ يعجُّ في الأرجاءِ

خطبٌ كوى كلّ القلوبِ لهولهِ

واستشعرتهُ سريرةُ الأشياءِ

من موطنِ اليمنِ السّعيدِ تجلجلت

للحقِّ نصراً صرخةُ النُّبلاءِ

فالأغبريُّ مضى قتيلَ كرامةٍ

أودى بهِ نفرٌ مِنَ الفسقاءِ

بانت لهُ حيلُ الذّآبِ جليةً

فأرادَ يطلِعُها على الشّرفاءِ

حتّى يلاقوا في القصاصِ جزائهم

ففعالهم أُتيتْ بدونِ حياءِ

إنّ الذي بقرَ العفافَ بجرمهِ

نأبى البقاءَ لهُ بغيرِ جزاءِ

لم يدرِ أنّهُ كانَ يُخبِرُ ثعلباً

وزرًا يُترجمُ أنّةَ العذراءِ

وزرًا يُبرهنُ خبثهم وفسادهم

بالمكرِ والتّدليسِ والإغراءِ

وبأنّ لا أمْنًا لكلّ غريرةٍ

لبناتِ أمّتِنا مِنَ الإيذاءِ

وبأنّ من يخفي حقيقةَ أمرهِ

فهوَ الخليعُ يعيشُ دونَ وقاءِ

أفضى إليهِ همّهُ ببراءةٍ

فغدا أسيرَ مخالبُ الأعداءِ

هرعَ الجميعُ لضربهِ حتّى انفنى

كي يحرقوا فاتورةَ الفحشاءِ

كادوا عليهِ وأجرموا وتجبّروا

والكلّ أطنبَ صنعةَ الإدلاءِ

لكنّ كيدَ اللّهِ أسفرَ كيدهم

فغدتْ جريمتهم بغيرِ غطاءِ

من كانَ يُسعَدُ بالفواحشِ خُفيةً

قهرًا سيشقى بذلّةِ الأحياءِ
فشماتةُ الأعداءِ داءٌ معضلٌ

يحيوهُ  أهلُ الذُّلِّ دونَ شفاءِ

قد كانَ في هذي الجريمةِ عبرةً

لأُلى يقيموا الجرمَ في خيلاءِ

في العدلِ هاهم جُملةً وأذلّةً

للغوثِ يصطرخوا بلا استعلاءِ 

فغداً بإذنِ اللّهِ يلقوا حتفهم

وشهيدنا يحيا معَ الشّهداءِ



*لـ حسين الأصهب*

إرسال تعليق

0 تعليقات