الليالي السود /للشاعر /د/همدان الكهالي

..
                الليال السود
أهيم الليال السود في حب خالقي
ويسري خيال الصبِّ دون الخلائق

بقلبٍ دمى أشـدو حنيــنا ولا أرَى
سوى طيف مصلوب بجيد المغالق

تولى حنين الروح وحياً أقمتهُ
وحيدًا وسندان الوفا بالمطارق

ثلاثٌ على الأطلال مفجوعة الجوى
لها في بنات العين بنت المنافـق

جرى كيدها المسموم في كل مهجةٍ
ومن سحرها غابت جميـع الحـقائق

حروف تبث المسك والزيف دونهُ
حبيسٌ بقلبٍ ضـاق ذرعـاً بمــارقِ

خليلٌ إذا أضحى ،عذولٌ إذا جفا
كذوبٌ وطــمَّاعٌ ، كثيـر البوائقِ

دنيءٌ إذا ما هانهُ الحقُّ ينطوي
جحودٌ إذا ما جف نهر الحدائق

ذليلٌ يغض الطرف عن كل من اتى
لأطــماعه يجــتاز كــل العـوائـــق

رجيمٌ يظن المكر بالغيرِ  فطـنة
فيالكَ من أغبى  واحمقَ  حاذق

زرعتُ الوفا  في كل قلبٍ ملكـتهُ
وذقتُ الأسى غدراً بسيف اللواحق

سهام بريناها وعن طيب خاطر
فأرديننا غـدرا بطرف الصواعق

شربنا كؤوس المرِّ من دلة الأسى
وصار الوفا نزغـاً  وليس  بفاسقِ

صبرنا وعيل الصبر والروح نازف
ولانت بلونِ  الدمِّ  زهر  الشقائق

ضباع الفلا عادتْ بقصة عاشق
له في رحى الأيام لمع البوارقِ

طفا الموج مسجورًا  فارخى حنينهُ
إلى الدهر مشفوعا بوصلِ المفارقِ

ظلام وقد عشناه والنور غافل
وظلماّ تذوقـناه من كل طارقِ

عزفــنا لحـون الــود والود جافـياً
وعشنا سنينَ العمر وسط الحرائق

غريبٌ كأشـواقٍ بتابــوت رحــلة
غفا جفنها قهرا على صوت ناعقِ

فريـد وإحساسي بغيري ملكتهُ
وجرحي عميقٌ زفـرهُ بالمشانقِ

قضيناهُ في دارٍ عـزوف بغربــةٍ
وعـدنا عـلى أعـقابــنا للـبـنادق

كأن المدى يخفي فضاعة غيهب
كسا دربه عصـفٌ كثير البيارق

ليالي الهوى تمضي ولهفة عاشق
بعرجـونِ آهاتٍ على متن سابقِ

نحولٌ أحالَ الحبَّ حولاّ بحولـهِ
إلى حولِ متبولٍ بجنح الطوارق

ودادُ التي أهـوى سـباها مغـامرٌ
ودار الأسى روعا بكـلِّ المرافقِ

هلكــنا وفـاض الروح شـوقا لربـهِ
ومات المدى فينا بجور الصواعق

يمانٍ وإيماني يمانٍ وحكمتي
يمانيّة الأيحاء من عهد سابقِ .

          د. همدان محمد الكهالي
          18 أغسطس 2021 م

إرسال تعليق

0 تعليقات