مليحة الباص
يا شاعراً من كلِ حُسْنٍ يُقتَلُ
ويظلُ في محرابِه يتبتَلُ
قل لي متى ستتوبُ من إغوائِه
أوَكُلما ظهرَ الجمالُ سَتُذهَلُ
حتى يتوبُ الحسنُ عن ربّاتِه
أو أن تَقرَّ العينُ لا تَتَنَقّلُ
هذا الصباحُ خرجتُ لا أنوي سوى
نيلِ اختباراً ثم بيتي أُقبِلُ
فركبتُ (باصاً) في الطريق يُقِلّني
والحالُ دوماً للدوامِ تنَقُلُ
وجلستُ مُنسجماً أفتّشُ هاتفي
حتى توقفَ باصُنا المُتعجلُ
صعدتْ إليهِ جميلةٌ ما مثْلها
إلا الجمالُ ومنهُ هذي أجمَلُ
سبحان من خلقَ الجمالَ مُصَوَرا
في زِي غانيةٍ تسيرُ وتأكلُ
في ذا الصباحِ تفُوقُ شمسَ صباحِهِ
تُغري النسيمَ إلى اللثامِ فيدخلُ
أزْرَتْ بحالِ الصبحِ رغمَ بهائِه
فهو الغيورُ من المليحةِ يخجلُ
بيضاءُ قد تبدو دماءُ عروقِها
خلطَت بوَردٍ لونُه لا يذبُلُ
قمرٌ كأن عيونَها من حَيرةٍ
تُلقي السهامَ الطائشاتِ فتقتُلُ
مُزجت مياهُ البحرِ في أعيانِها
قبطانُها رمشٌ طويلٌ أكحلُ
لم ينْجُ من سحرٍ بها ذو شَيبةٍ
أما الشبابُ فتائِهٌ لا يعقُلُ
ضلَّ الطريقَ جميعُ مَن في باصِنا
أما الفؤادُ فصارَ شِعراً ينهَلُ
نسي اختبارًا قد قدِمتُ لأجلِه
وغدوتُ من قتلِ البريءِ أُحَوْقْلُ
للهِ درُّ جميلةِ وقصيدةٍ
لولاهما ما كانَ عيشي يُحمَلُ
في ذي البلادِ تغُصُّ من يحيا بها
وتسومُه من ذُلِها ما يُعضِلُ
عبدالرحمن الطرجي#
السبت/١٤/ أغسطس/٢٠٢١م
0 تعليقات