مرثية /للشاعرنجيب الطيـــــار

الوداع اقولها لك يا محمد محمد بعثر يا أبو العزوز وبقلبي من الأسى واللوعة ما الله به أعلم عليك يامن وزعت البسمة والسعادة والسرور والبهجة في نفوس كل من عرفوك فكنت بلسم الجراح ومديل الأتراح وصاحب الفكر الوضاح واللفتة الجميلة والأخلاق العالية  والضحكة البريئة والحب الصادق الوداع يامن أحلت البؤس والشقاء والتعاسة الى بهجة وسعادة في جميع المناسبات فكنت محط إعجاب وحب وترحيب الجميع الوداع كلمة أقولها وبها من الغصة والمرارة ولوعة الفراق مالا يعلم به إلا الله والذي أسأله أن يدخل عليك البهجة والسرور والسعادة في أعلى الجنان كما أدخلتها على كل من حولك


      ماتت الضحكة

ماتت الضحكة البريئة في القلبٍ
وماتَتْ في طيّها أُمنياتي

ورثتْ مُهجتي وعنّت فؤادي
وتشظت من وقعها آهاتي

وأستباحت منها الشجونُ وأنّتْ
من حروفي خواطري ودواتي

تُنعي الباسم الضحوك المُعنّى
مالٍك الزُهر والنجوم اللواتي

آمر المشتهى برغم العوادي
ومديل العسار بالبسمات

ومحيل الشقاء والبؤس سعداً
بقلوبٍ من الأسى مُثقلاتِ

كان صفواً وكان عذباُ زلالاً
ونعيماً في أصعب اللحظاتِ

صادقاً وجهه السموح تجلّى
في مقام النوى لجمع الشتاتِ

كان طيفاً من السعادة أزهى
كان أشهى من فرحتي وصِلاتِي

كان أبهى من السمارى وأندى
من عناق الأغصان للثمراتِ

قولهُ الشهدُ كم شدا وتغنّى
كم تسلّى ببوحهِ كل آتِ

وزّع البسمة التي في البرايا
وتناسى من دهرهٍ كلّ عاتِ

كان للفضل والمودة أنضى
كان أرقى من أعذبِ النغماتِ

أيّها العزّي الجميل أرى بي
من فراقي دامٍ من العبراتِ

من وداعي فراقك الفذّ فينا
وخيالٌ أودَعتهُ نفثاتي

كم تدلّى في كلّ ساحٍ وأهدى
من صميمِ الفؤاد حلو النكاتِ

وتباهى بوصلهِ كلّ صبٍ
بزفافّ ومحفلٍ للثقاتِ

كم تراءى وحوله الناس جمعاً
وكأنّ المقام عند الصَلاتِ

وكأن الجموع أمّت مناراً
وتباروا للوصل في إخباتِ

دون غّلٍ ودون حقدّ ولؤمٍ
كان للفضلِ دائم الوثباتِ

لهفي يا محمّد البدر مالي
أين مني العزّي ومن فلواتي

يا زمان الأسى فتكت بقلبٍ
والهٍ لم يزلْ يضمّ فراتي

يستبيح الدموع مني وتذوي
في محّياه أحرفي وهناتي

ينفث الآه من صميم الحنايا
ويذوق الردى بطعم الحياةِ

يا صديقٌ به الصداقة تُجلى
كعروسٍ في أعين خَفراتِ

ترقب الماضي القريب وتنعي
من مداها مطالع الزاهرات

من جمال الوصال بعد التنائي
ولذيذ اللقاء بعد الفواتِ

وإبتسام الضحى بعيد الدياجي
ورفيف الزهور للنسماتِ

يا أبو العزّ والثناء قليلٌ
أنت ازهى من رونق الأمسياتِ

أنت في القلب نفثة وحنينٌ
وبصنعاء جوهر النفثاتِ

أيّها الفارس الجميل ترجّلت
عن ركاب السرور في خلواتي

عن زمان الهباء عن كلّ حيفٍ
عن صروفِ الزمان في ذكرياتي

أيه نجم المقيل أي عبوسٍ
يجتوينا وأيّ حزنٍ يواتي

قد نعى فيك الحبّ والودّ قيساً
وبكت من فراقِك النيّراتِ

ودّعتْ فيك حالماً لا يبارى
وأنيساً في وحدتي وسناتي

وأثيلاً في فكرهِ وصِماماً
من هزيم الأهواء والشطحاتِ

ونديماً في سامرات الليالي
يتهادى كجدولٍ في سباتِ

حولهُ حلّقّ الشباب وغنّوا
وتماهوا في نقده للذاتِ

في أهازيجهِ وبثّ الترانيم
وشدو الطيور في الضحواتِ

وتراتيل الوجد في صدر صبّ
مفعم بالغرام في الصبواتِ

إيه رحماك يا إلهي على من
زلزل الوجد واحتوى فلذاتي

يا إلهي اغفر له جُدْ عليهِ
بسلام في عالي الجنّاتِ

وأجعل السعد والسرور رفيقاً
للذي أهرق الأسى من سراتي

      نجيب الطيار
   أم درمان السودان
     ١٩ / ٨ / ٢٠٢١ م

إرسال تعليق

0 تعليقات