لغة الضاد/للشاعرمجــــــاهد المرحبي

سرّ خلود الأمّة (لغة الضاد)
شعر/ مجاهد المرهبي
من بحر الوافر التام

لنا سِرٌّ يلملمُنا ويُدنينا
وفوق وجودِ هذا الكونِ يُرسينا
.
فنحن على لسان صار ينسجنا
بمنطقهِ لنا ينسابُ تنوينا
.
أراها الضَّادَ مِيلاداً لأمَّتِنا
فمنها شعَّ حاضرُنا وماضِينا
.
بها كُنّا وما زلنا على الدُّنيا
بها نحيا فكيفَ يضيعُ آتينا
.
هيَ الفُصحى هُنا ضمَّت قبائلَنا
ممالِكَنا فأحيتنا سلاطينا
.
فلولا الضَّادُ هل كانَتْ تلملمُنا
سوى النِّيرانِ تحصدُنا وتشوينا ؟!
.
أيا لغتي اخلدي عربيةً فصحى
ففيك قلوبنا تشدو تلاحِينا
.
سنقنى كلَّ حرفٍ منكِ يقنانا
ويُثبتنا هُنا عربا ملايينا
.
ونرشفُ منكِ صفوَ رؤى وغاياتٍ
ونرسمُ فيكِ عذبَ هوى يُناغينا
.
ويا قَومي أفِيقُوا ليسَ مِنْ لغةٍ
إلينا غيرها في الكونِ تُعلينا
.
أحبُّ الضَّادَ أعشقُها كفاتنةٍ
فقلبي في هواها باتَ مفتونا
.
أراها الضادَ وصلاتٍ لأحبابي
بها يلتمُّ دانِينا وقاصِينا
.
وإنَّ الضادَ أحضانٌ لأشجاني
إذا ما بتُّ في الوجدانِ محزونا
.
بأحرُفِها أبثُّ الهَمَّ في أرقِي
ومنها أستمدُّ الضوءَ يروينا
.
على أصواتِها لحني وأوتاري
فمِن أنغامها الألحانُ تُطرينا
.
وعبرَ حروفِها أسري لآفاقٍ
لتقرأني العيونُ بها عناوينا
.
بها كم أنهلُ الآدابَ مكتسباً
معارفَ مَن مضوا أو مَن بقَوا فينا
.
نعَمْ نبدو بأقطارٍ مبعثَرةٍ
على الدنيا تفوق اليومَ عشرينا
.
ولكنّا هُنا جسدٌ تلملمُه
رؤى لغةٍ نُحاكيها وتَحكينا
.
بها جبريلُ وافانا بقرآنٍ
مُنيرٍ في الدنا أرسى لنا دِينا
.
فصِرْنا أمةً عظمى عَلى الدُّنيا
بما يتلو من الآياتِ هادينا
.
هو القرآنُ والإسلامُ يكلؤُها
هنا لغةً غدتْ تسمو ميادينا
.
فكيفَ نتوهُ في لغةٍ سِواها إن
جرى بعضُ العدى بالزيفِ يغوينا
.
ستبقى الضادُ قوَّتَنا وعزَّتَنا
وسِرَّ وجودِنا وخلود سامينا
.
ولنْ نهوى بديلًا عن قواعدها
وإن بالمَوتِ يرهبُنا أعادينا
.
لقدْ عبثتْ فرنسا في جزائرنا
لمحوِ هويةٍ بالضادِ تُبقينا
.
ولكنْ عاشَ صوتُ الضادِ بُركاناً
وباءَ هناكَ بالخُسرانِ غازينا
.
فمَن لولا حديثُ الضادِ وحَّدنا
ومن لولا انتماءُ الضادِ يحمينا
.
سنحكي الضادَ أشعاراً وآداباً
ونُرسي الضادَ دستورا وتَقنينا
.
#مجاهد_المرهبي

إرسال تعليق

0 تعليقات