*(ما أبدع الأكوان )*
*لــ عزالدين بن محمد الفلاح*
_تأمل إلى الآفاق في حسنِ فكرةِ
ترى قدرة الخلاق في كل آيةِ
_ترى الشمس إشراقاً ترى البدر سارياً
ترى النجم والأفلاك في خير لوحةِ
_ومن غيرأعمدةٍ ترى هذه السما
وتمهيد هذي الأرض من دون غفلةِ
_تدور بإحكامٍ بإبداعِ صانعٍ
قدير له الإتقان في كل صنعةِ
_وأرسى جبالاً فوق أرضٍ فلم تمل
ولم تضطرب بالخلق أو بالبريةِ
_وسخر أرزاقاً ولم ينس دابةً
وما غاب عنه العلم عن أي ذرةِ
_بحارٌ وأنهارٌ و قفرٌ و هاطلٌ
و سحبٌ وأنسامٌ وآياتُ قدرةِ
_يدير شئون الكون من فوق عرشه
يدبر أمر الخلق في كل وجهةِ
_تدين له الدنيا ومن دب فوقها
تسبحه الأطيار في كل خفقةِ
_تدين له الحيتان والوحش والورى
تدين له الأكوان في حسن طاعةِ
_غنيٌّ وكل الخلق ترجو فضله
قويٌّ وكل الخلق من دون قوةِ
_قريبٌ لمن ناداه يرجو نواله
مجيبٌ لمن يدعوه في كشف كربةِ
_عظيمٌ_ملوك الأرض تفنى ووجهه
يدوم، وأهل الملك في رهن قبضةِ
_له الأمر والتدبير والحكم والقضا
له دانت الأنفاس في كل مهجةِ
_يدل عليه الكون في كل لحظةٍ
ولم يخلق الأكوان إلا لحكمةِ
_وقد كرم الإنسان أضحى خليفةً
وقد جمل الإنسان في حسن صورةِ
_ترى الكون في الإنسان فالأرض جسمه
وجبالها عظمً لترب~ مثبتٍ~
_شرايينه الأنهار ،أنهاره الدما
تسير مسيرالماء في كل نبضةٍ~
_وفي وجهه يجري النهار وخلفه
تعاقب ليل الرأس في كل ليلةِ~
_وشمسً هي العينان والبدر والنهى
نجومٌ من الأفكار في كل رؤيةِ~
_رياحٌ هي الأنفاس والسحب جفنه
إذا أبصرت جدبا تباكت بدمعةِ~
_وأشجاره شعر إذا زارها الظما
يلينها عرقٌ على كل ثغرةِ~
_وإن شابت الأشجار من طول عمره
فقد أنذرته قبل ميقات رحلةِ~
_تمر على الإنسان أحداث كونه
كأن سماء العقل تدعو لرفعةِ~
_صراعٌ كهذي الأرض في جملة القوى
فإما انتصار الحق في كل ساحةِ~
_وإما انتصار الشر في ساحة الهوى
فيا حبذا لو قمت في صدق همةِ~
_فيا أيها الإنسان فاحمل رسالةً
وقم بالهدى سعياً لتحقيق غايةِ~
_لتصبح مثل الكون هذا تفاؤلاً
وما أكثر الأكوان في خير أمةِ~
_______
0 تعليقات