الشاعر نجيب الطيار ... يكتب الوارث الأتقى





الوارث الأتقى

ماذا أقول مودعاً أحبابي
ومؤبنا ذاك المنار الخابي

الفارس المقدام أكرم من نضى
حرفاً وأعلم من شدا برحابِ

عقد الجواهر والمفاخر والنهى
ومحيل داج الليل نورا رابي

يا حاملا علم النبوة والهدى
والوارث الأتقى لعلم كتابِ

أوتيت من لقمان حكمة فصلهِ
ومن الإمام الفّذ كلّ جوابِ

ومن الألى تابعت إثر مسيرهم
لله أسباب على الأسباب

ما هبت أرباب الغلوّ وبأسهم
بل كنت أفتى من رمى بحرابِ

وصعدت بالحق القويم مراقياً
وهدمت مهوى العلم بالأنصابِ

ونشرتها بيضاء ناصعة الرؤى
تجلى على الأبصار دون عتاب

عشرون عاما من شبابك أينعت
بالعلم بين مدارك وطٍلابِ

حزت العلوّ ولم تزل متسنماً
مرقى السموّ بعرشه الصخّابِ

طاولت شمّ الراسيات وفقتها
وصعدت فوق الزُهر دون ركاب

عاهدت مولاك الذي فوفيته
بالحقّ لا بمطامع الأسلابِ

ومضت ثمانون التي يمّمتها
بالعلم والفتوى فنلت ثوابِي

يا نقطة البيكار في زمن الردى
ماهبت فيه لصولة الإرهابِ

أو خفت من مَلِك البسيطة وأدعى
لمقام من وافى بدون حسابِ

لم يستطع أن يصطفيك لصفّهِ
أنى وأنت بمطلع الأربابِ

أصحاب خير الخلق في خطراتهم
تعلو على المرقى بدون حجابِ

فأحبّك الله الذي أحببتهُ
وأحبك الخلق الذي كجنابِ

هذا مقامك سيدي فأهنأ به
برّاً تقيّاً طاهر الحُجابِ

سطراً من الأنداء والحبّ الذي
وسع الملا فسما على الإيجابِ

قاضي محمد كان سهمك صائباٍ
بالدين حزت معالم الأحقابِ

من صحب خير الخلق في ملكوتهم
بمقام صدق في أجل مآبِ

من ذا أودع فيك ياعلم الندى
وحشاشتي ولهى لجل مصابي

ودموع وجداني تئن على الثرى
روض تطّرز زهره بخضابِ

والشعب كل الشعب يبكي واجما
والملك والملكوت فوق روابي

حملوك فوق الزاهرات فلم يجد
بالنعش غير معالم الجلبابِ

فلقد رقيت الى السماوات العلا
حملتك أملاك على الأقتابِ

في جنة الفردوس قصرك وارف
قد ضللّته كرائم الأعنابِ

والحور والولدان والألق الذي
ما بين صف نمارق وزرابي

والوفد حولك والبشارات التي
والتاج والعرش الذي بنصابي

والمرسلين تبادرو نحو اللقاء
بمعيّة المختار والأقطابِ

أمعاذ هذا وابن مسعود الذي
أم مصعب يروي عن الخطّاب

أم باب علم الختم في أفلاكه
مولى الأعنة فاتحا للبابِ

لِتعّل من كف الحبيب مناهلا
أسقيتها العطشى بفيضِ عبابِ

وتلتك أسماع وتاقت أنفسٌ
وسفكت دمع الهاطل السكّابِ

فكأننّا بالحشر حين تبادرت
تلك الجنازة تعتلي بسحابِ

والأنبياء تحفّ بالجمع الذي
فرشوا لك الأهداب بالعنّابِ

وتعجبت كلّ الشعوب لما رأت
وتزلزلت من رِفعةِ المهتابِ

ومتى أحب الله عبداً زانهُ
بالحبّ رغم مدارك الأنصابِ

فليهنأ الثقلين ممن غادروا
في حضرة الحضرات دون غيابِ

يستبشرون بمن تسامى وأرتقى
نحو المقام برونق وتصابي

ماذا أقول وما عسى أن أدعي
وبمن أعزي قد فقدت صوابي

وخبت حروفي عن خضم خضته
بمعارج اللقيا وقرب القابِ

نجيب الطيار
الخرطوم السودان
١٤ / ٧ / ٢٠٢١ م

إرسال تعليق

0 تعليقات