أشقى الشقاوة... للشاعر نجيب الطيار

[قصة الطفل المعتدى عليه]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى ذلك البغي الجهول الذي نزعت الرحمة من قلبه فحق عليه قول المصطفى لا تنزع الرحمة إلا من شقي وقد أبدى من الغلطة والتجبر والغلو المنتهى حتى أدمى القلوب واجرى المدامع فتبا له ولإمثاله من البغاة ننوه الى أنه ينبغي أن يضرب بيد العدالة ليكون عبرة لمن لا يعتبر حتى لو كان ابنه وهذه قضية رأي عام إضافة الى وجوب وأد الصلف والغرور والتجبر في مكمنه إضافة الى أنها قضية جنائية والله المستعان

أشقى الشقاوة

أشقى الشقاوة أن تكن جبارا
ما شائت الأقدار قلبك جارا

يا ذلك الوحش الجسور ترفقا
افلا مننت بمن قتلت مرارا

يا ذلك الباغي الجهول ألم تلن
تالله إنك في الورى خوارا

تبدي الشجاعة فوق طفل واله
وبك استجار على نداه وخارَ

تبا لمن حمل الشقاوة قلبه
ما الغل ما الأخلاق ما الأعذارا

كم قال (يا منعاه ) والحقد الذي
ملأ الفؤاد حميم ما وأثارَ

بل ليس في جنبيه أدنى رحمة
لا تنزع الرحمة إلا أن تكون مغارا

لحديث خير الخلق أنت شقيها
وكذا المصور ويله ما دارى

أف لمن أبدى الشجاعة عندما
رمز البراءة كم عدوت غمارا

نفسي الفداء لمن تقلد جسمه
حقدا وغلا من هوى من جارَ

اين البراءة والطفولة والنهى
أين التقى أين الهدى إن حارَ

للظلم آيات وأنت جهولها
فرعون دونك قل بها فجارا

أدميت قلب المنتهى وعدوت ما
والطفل يصرخ والزمان توارى

لو كنت ياهذا شجاعا باسلا
إذهب الى حيث الوغى قد ثار

أرني شجاعتك التي ابديتها
قطعت يداك بما صنعت مرارا

صدرت حكمك واستبحت مشاعرا
يا جلمدا أنشاك من وتبارى

لو كان وحشا كاسرا لعدا به
ذاك البكاء وخار منه وجارى

رحم الذي اجريت منه مدامعا
تبا لمن إن المقام تمارى

يا غلطة مشبوبة بجهنم
إن المصير لما صنعت النار

قد أدخلت نار الجحيم بقطة
ودعى بها المختار حين أختار

لاتنزع الرحمة إلا كيف بال
ويح الذي ابدى التجبر واجتلاه مسارا

ما هكذا الدين القويم أما ترى
لم ينهك الإسلام أن تتمارى

نزع النهى ودعا بك الشيطان في
سلك الغضوب فذقت منه ثمارا

وعدوت إبليس الطريد بشأوه
ونقشت عارك واستبحت ذمارا

سلطان من ماهكذا أين الذي
ابكى القلوب وأدهش الأبصار

فبكت لذاك الطفل كل براءة الدنيا
وشف بصوته الأقدار

أين العدالة في الذي ركب الغوى
ليكون عبرة من مدى الأعمارَ

نجيب الطيار
الخرطوم السودان
٢١ / ٦ / ٢٠٢١ م

إرسال تعليق

0 تعليقات