عناءٌ وتمنّي... للشاعر حسين الأصهب

(عناءٌ وتمنّي )


ياليتَ والحربُ دونَ "الرّاءِ" ترتسمُ

في موطني وبقدْرِ الحُبِّ نقتسمُ

ليتَ الأسنّةَ تغدو الآنَ مغمدةً

فالأرضُ ثكلى وموجُ الموتِ يلتطمُ

تُشيّعُ المجدَ في الأحضانِ باكيةً

وتستغيثُ ومن ترجو بهم صممُ

كلْما تمخّضَ في أحشائها أملٌ

على أيادي دعاة الحربِ ينعدمُ

مآذنُ السّعدِ قد بُحَّ النشيجُ بها

وقد توجّبَ عن إنشادها الألمُ

ما بينَ شطري بلادي تشتكي بلدي

متى لجُرحٍ كوى الأرواحَ يلتئِمُ ؟

متى"لصنعاء" تلقى عنها جائحةٌ

ومن ثرى "عدنٍ " يستدبرُ القزمُ

فموطني الانَ بعدَ الأمنِ في خطرٍ

يكادُ من سطوةِ الأعداءِ ينقسمُ
والجمعُ أرخى حزاماً فانثنى شيعاً

والبأسُ أضحى حضيضاً مالهُ رقمُ

يسافرُ الحُلمُ والإسهابُ ديدنُهُ

في هذهِ الأرضِ والعزمُ بها شبِمُ

عقدٌ من الدّهرِ، في جُبٍّ نعيشُ وما

جائتنا "سيّارةٌ " يطوى بها العتَمُ

عقدٌ من الدّهرِ ، والويلاتُ ماطرةٌ

والجرمُ "تسبيحنا" والظلمُ والنّقمُ

إلا متى ننشدُ الأنوارَ نرقبها

وكلّ يومٍ لنا في طيِّهِ سقمُ

البوحُ أضنى فؤادي فكتوى حزناً

والسّعدُ يغدو سراباً حينَ أبتسِمُ

خلّوا سبيلي، وخلّوا الحِبرَ في قلمي

كي تستقيمُ بهِ الأقلامُ والكلِمُ

خلّوا قريضي، يناجي السّطرَ عن بلدٍ

كالجمرِ تأوي بهِ الأعرابُ والعجمُ

خلّوا سبيلي، كفى الأوباشَ تعذلني

فلا سبيلٌ لمن باللّهِ يعتصمُ

أنا اليمانيُّ .. من أحفادِ ذي يزنٍ

إن سُلَّ سيفي في الغاراتِ تحتسِمُ

أنا اليامنيُّ.. من عادٍ ومن إرمٍ

تذوبُ في راحتي الأصلابُ والأكمُ

والحرُّ لا يجتني الأمجادَ قاطبةً

فكم رفيعٍ هوى والرّعنُ يحتلِمُ

لكلّ خيلٍ منيعٍ كبوةٌ ..ولنا

فيما نعانيهِ في ويلاتنا لممُ

مهما تجورُ بنا الويلاتُ أزمِنةً

لابدّ للظلمِ بالإقساطِ ينهزمُ

لابدّ للوهنِ عنّا ينثني هرباً

والشّملُ من بعدِ هذا الفصلِ يحتزمُ

سيشرقُ النّورُ حتماً في سما بلدي

واللّيلُ في سطوةِ الأنوارِ يقتصمُ

سيسطعُ المجدَ بدراً لاحَ في دِعةٍ

وكلّنا في نعيمِ البدرِ ننتعِمُ

حسين الأصهب

إرسال تعليق

0 تعليقات