دروس عن النحل... للشاعر ابو بلال محمد الحميري

دروس عن النحل

أنا النحال أبحث عن مراعي
وأرعى النحل في كل البقاع

صديقي النحل مدرسة، وإني
لتلميذ، فسجل يا يراعي

رأيت النحل يعمل في نشاط
ويدرك قيمة العمل الجماعي

وينتخب المليكة دون فوضى،
يبايعها الجميع عن اقتناع

بطرد، أو بإحلال سريع
بلا تزوير صندوق اقتراع

ويبني وفق هندسة عيونا
فقط بين الخماسي والسباعي

بإتقان، وإحكام، وفن
على الخبراء ليس بمستطاع

ويقتسم المهام بلا غرور
ولا يحتاج إرشاد اجتماعي

رأيت النحل يسرح كل صبح
تغازله الزهور على ارتفاع

ويرجع عاسلا منها رحيقا
وبين جيوبه خبز الجياع

غبار الطلع، والعسل المصفى
مفيدا، ليس كالعسل الصناعي

أمد يدي فيلسعني، ويعطي
لذيذ الشهد - يزعجه اندفاعي

وبعض السم يدفع ألف داء
بلسع النحل، لا لدغ الأفاعي

وكم جالست شخصا وهو أفعى
تصب السم في عصب السماع

صديقي النحل أكسبني جهازا
مناعيا - قويا - في الدفاع

فلا أخشى علي سوى ارتكابي
لإحدى السبع، أو غدر السباع

ولا شيء يهددني سواها -
يدي تغتالني - تلوي ذراعي

رأيت النحل ليس له وجوه،
له وجه، وليس بذي قناع

ويؤمن بالوفاء لذي وفاء
ويكفر بالنفاق وبالخداع

تعايش بعضها كل الخلايا
بسلم خلف دائرة الصراع

صديقي النحل يمنحني دروسا
تهذبني، تؤثر في طباعي

أكاديمية تحتاج عقلا
يميز بين ضر وانتفاع

إذا أفرطت في حبي لنحلي
فللإفراط في حبي دواعي

يغذيني، يداويني، ويثرى
به إنتاج محصولي الزراعي

لذا أحببته حبا عميقا
وحب النحل من كرم الطباع

فسبحان الذي أوحى إليه
وعلمه المساكن والمراعي

لقد أحببت من دنياي خمسا
بدون الخمس يا دنيا ضياعي

صغيري، أمه، بيتي، ونحلي
وذاك السرج بالدفع الرباعي

وأكره أربعا.. فقري وجهلي
وشيطاني، وحربا دون داعي

فخذ عني أخي درسا مفيدا
وعلمه - إذا أصبحت واعي

إذا قصرت من نفسي، فعفوا
وإن أحسنت - تابع باستماع

ذباب الروث إن يسلبك شيئا
فلا يحذي أقل من الصداع

فلا تك كالذباب جليس سوء
وكن كالنحل قدر المستطاع


أبو بلال محمد الحميري
8 / 1 / 2021 م

إرسال تعليق

0 تعليقات