فخر لا رثاء.... للشاعر ابو بلال محمد الحميري

فخر لا رثاء



قف للشهيد ففي الوقوف إباءُ
الأرض أرض والسماءُ سماءُ

فقفوا بصمت للشهيد ورتلوا
السبع المثاني فالوقوف وفاءُ

إن عكرت جثث العدى أجواءنا
بدم الشهيد تلطف الأجواءُ

إن الشهيد له حضور ها هنا
بالقلب حيث يكافؤ الشرفاءُ

عفوا فعندي ما أقول لشاعر
الشعر عنده لقمة ومواءُ

أنا لا أخون رسالتي وأمانتي
ومن الخيانة.. سمعة ورياءُ

أنا لا أقول الشعر ترضية ولو
كره الملوك، وأزعج الأمراءُ

مدح الطغاة وإن أطال رقابهم
إن لم يكن بالذم فهو هجاءُ

أنا ما أتيت الأثرياء بجرتي
يوما، ففقري بالإباء ثراءُ

أنا لا أهيم بكل واد مادحا
جلسائي الفقراءُ والضعفاءُ

لا يتبع الغاوون إلا شاعرا
جلساؤه السخفاءُ والسفهاءُ

الشعر عند الحر ليس بسلعة
إلا العبيد، وهم به بخلاءُ

من يبخلون على الأباة، وكلما
مدحوا الطغاة تظلم الإطراءُ

سأقول في الشهداء لا مرثية
يأبى الرثاء بأن يكون إباءُ

إن الرثاء يكون في الموتى وما
جرت الطقوس عليه فهو غباءُ

لا يندب الأحياء إلا ميتا
ببكائهم، أويندب الأحياءُ!

عفوا.. فإني هاهنا كي أحتفي،
لا للعويل، فللعويل نساءُ

تبقى القصيدة بالرثاء قصيدة
أما بثوب الفخر فالعصماءُ

إن كنت من يرثي ويندب ميتا
أحياؤنا الموتى هم الجبناءُ

أو كنت من يبكي بكيت خسارتي
إذ لم أكن معهم، هنا البأساءُ

فهنيئا الأرض التي أورثتمو
فتبوأوا الفردوس يا عظماءُ

من يخطب الحوراء يدفع مهرها
أيرد مال الحر وهو دماءُ !

شرف الشهادة يصطفي من بيننا
الأبطال في الميدان كيف يشاءُ

من لا يطيقون القيود، ولا ارتضوا
ذل العبيد، فهم له أعداءُ

من يصنعون من القيود سلاسلا
فإذا هم السجان لا السجناءُ

وهم الذين يخيف قبرهم العدى
من يزأرون إذن وهم أشلاءُ

صناع سارية اللواء، عظامهم
مثل الحديد بها يعز لواءُ

يا أيها الوالي الملطخ تاجه
بالعار، وجهك والحذاءُ سواءُ

لو كنت تملك ذرة من عزة
لأجبت (واعرباه ) فهو نداءُ

يا أيها الكلب الذي ترعاه من
بين النعاج النعجة العجفاءُ

جهز جراءك للأسود وليمة
فالأسد أسد، والجراءُ جراءُ

إنا على السفهاء منا لعنة
وعلى القرود الغاصبين بلاءُ

إن المطبع لا يمثل شعبه
فليعلم الرؤساءُ والوزراءُ

يا قدس إنا قادمون وإن أبى
الوكلاء، والعملاءُ، والأجر اءُ



أبو بلال محمد الحميري
2 / 1 / 2020 م

إرسال تعليق

0 تعليقات