متى يشفى... للشاعره سبأ البعداني

متى يشفى

هُنَا وطنٌ بِطعمِ المَوتِ
كالقُضبانِ كالمَنفَى

تجرَّعنا مَرَارَ الحُزنِ
نَرشُفُ كأسَهُ رَشفَا

وبابُ النَّارِ يَجذِبُنَا
لِيَقذِفَنَا بِهَا قَذفَا

فَمَا عَادتْ حُرُوفُ الشِّعرِ
تَحوِي حَالنَا وَصفَا

وَغَارَ الجُرحُ فِي الأعمَاقِ
لا نَدرِي مَتَى يُشفَى؟؟

وَطُولُ اللَّيلِ يَذبَحُنا
وقَد أخفَى الَّذِي أخفَى

على ألوَاحِنا البَيضَاءَ
نَرسُمُ آهنَا حَرفَا

فَلا أقلامُنا تكفِي
إذا شِئنا لهَا رَصفَا

ولا سَيفُ الوَغَى عَنَّا
وَعَن أعنَاقِنَا كفَّا

فَكَيفَ سَنَبتَنِي وَطَنَا
وكَيفَ سنُوقِفُ النَّزفَا

ونَحنُ بِلُجَّةِ الأهوَاءِ
نَقتُلُ بَعضَنَا عُنفَا

بِأيدِينَا نُمَزِقُنَا
وَلا جَفنٌ لَنَا رَفَّا

مَتَى تَزهُو لنَا الدُّنيَا
تُقَرِّبُنَا لَهَا زُلفَى

لَِنَخطِفُ مِن عَرِينِ المَوتِ 
لَحنَ حَياتِنا عَزفَا 

نُلَملِم شَملَنا نَجتَثُّ 
مِن أجسَادِنَا الضَّعفَا 

وَنُمسِكُ بَعضَنَا بَعضَا 
نَضُمُّ لِكَفِّنَا كَفَّا 

على ألبَابِنَا رَانٌ
يَلفُّ رُؤوسَنَا لَفَّا

نَسِينَا الدِّينَ والأَحكَامَ 
والأمجَادَ والعُرفَا 

وَمَا زِلنَا بِعَتمَتِنَا 
نَصُفُّ لُحُودَنَا صَفَّا 

نُصارِعُ مَوجَ دُنيانَا 
ولَم نَبلُغ بِهِ النِّصفَا

بِغيرِ الله لن نَقوَى
عَلى أتعَابِنَا نَيفَا 

وَمَا فِي الدِّينِ مِن قِيَمٍ
سَتَمحُو الظُّلمَ والزَّيفَا 

رُقِيُّ الفِكرِ والأخلاقِ 
يَقصِفُ حُزنَنَا قَصفَا 

وَربُّ الكَونِ مُنجِينَا 
وَكَاشِفُ هَمِّنَا كَشفَا 

د.سبأ البعداني

إرسال تعليق

0 تعليقات