فتى الأحزان... للشاعر وليد عبدالجليل السلفي

فتى الأحزان

1/1/2021
شعر ✍ / وليد عبد الجليل محمد السَّلَفي ♫( لحن المشاعر ) ♫

تُقَلّبني الأعوامُ تَطْوي صَحائفي
وتدفعني للموتِ مِنْ كُلّ جانبِ

كَبِرْتُ وتُصْليني الحياۃُ جحيمها
فيا ليتَ شِعري لو بقَيتُ بها صبي

وأحتاجُ عمراً فوقَ عمري أعي به
وأصلحَ أخطائي وأبني خرائبي

يمارسُ حزني في الحنايا نشاطهُ
ليصعدَ في قلبي لأرقی المراتبِ

وتعرفني كلُّ المآسي لأنني
صديقٌ لها منذُ الطفولۃِ يا أبي

وأدهی منَ الأوجاعِ دمعۃُ تائهِ
وأقسی من الخذلانِ جورُ الأقاربِ

همومٌ كأثقالِ الجبالِ بكاهلي
وتهوي جراحي بين كلِ المخالبِ

لقد ذقتُ أصناف العذاب أمرّها
تمالكتُ نفسي في أشدّ المصائبِ

وتسمو علی هامِ الُثُريّا مآربي
وأرسمُ أهدافي لنيلِ المطالبِ

تربعتُ في عرشِ القصيدۃِ شاعرا ً
وجندُ القوافي أصبحت من كتائبي

وأنسجُ من وحيِ الخيالِ قصيدتي
أُشَرّقُ في أرجائها والمغاربِ

إذا قلتها يصغي الأصمّ لحسنها
أنا يا ملوكَ الشّعر ذو حرفِ ثاقبِ

وأشربُ دمعي أمتطي صهوۃَ الأسی
وأُشعلُ نفسي في خِضَمّ الغياهبِ

وأشمخُ في كلّ المواقفِ ثابتاً
أداري فؤادي عند فقد الحبائبِ

مُزيّنۃً كانت سمائي وفجأۃ ً
تلاشتْ بآفاقي جَمِيع الكواكبِ

وتاهتْ بزيفِ الطيبينَ مداركي
لأنّي حقيقيٌّ تزيد متاعبي

أری الموتَ إكليلاً بناصيۃِ الوری
زمانٌ غريبٌ جاءنا بالعجائبِ

نودّعُ أحباباً لنا كل ساعۃٍ
وأدمُعنا تهمي كقطرِ السحائبِ

ونُسدل ُعن دمع اليتامی ستارَنَا
وإسعادهم في شرعنا فرض واجبِ

إلی جنّۃِ الرحمٰنِ تهفو مشاعري
وفوزي بها حُلمي وخيرُ المكاسبِ

سنبني عروشاً للمحبۃِ والإخا
لتجمعنا رغمَ اختلافِ المذاهبِ

شعر ✍ / وليد عبد الجليل محمد السَّلَفي ♫( لحن المشاعر ) ♫

إرسال تعليق

0 تعليقات