من وحي المعاناة... للشاعر ابو بلال محمد الحميري

من وحي المعاناة

إن أغلقت في وجهك الابوابُ
أو حال دون الحاجة الحجابُ

فارفع يديك ودق بابا أهله
مذ أحسنوا ظنا به ما خابوا

هو باب من يقضي الحوائج كلها
ملك الملوك المنعم الوهابُ

يا من يراني رافعا كف الرجا
تحت الظلام ودمعتي تنسابُ

أبفعل ذنبي يا كريم تردني؟،
قد ردني الأحبابُ والأصحابُ

سهري على جمر المعاناة التي
تقتات من كبدي له أسبابُ

هذا السرير أنا أنام عليه لا
أدري متى طلعت له أنيابُ

ومخالب الجدران تبرز كلما
أغمضت عيني، كيف، لا أرتابُ!

وأخاف من غدر الوسادة نائما
فعلى الوسائد كم قطعن رقابُ

والريق يجري في فمي في طعمه
طعم السموم.. يخيف وهو لعابُ

عفوا زمان الغدر، لست بجالد
ذاتي، ولكن.. جارت الأتعابُ

فإذا سمانا أمطرتنا رأفة
بعض القنابل فالعذاب سحابُ

وإذا حقول البن خانت طلعها
فمن الخيانة جدول وترابُ

والبرتقال إذا غدت أحماضه
نووية، فصفاره كذابُ

واذا عناقيد المنايا أينعت
فبذورها الألغام لا الأعنابُ

ومزارع الرمان دانية الأسى
يغريك منها شكلها الجذابُ

ومدينة الأحزان تلك مدينتي
بنيانها النيران والأحطابُ

وحديقة الألعاب في أعيادها
صلبت على أبوابها الألعابُ

لم يبق شيء من أمان، كيف لا
وهنا قتيل، أو هناك مصابُ

رباه لا تخفى عليك سريرتي
ليلي هموم، والنهار عذابُ

وبمقلتي القى السهاد رماده
وعلى البصيرة ظلمة وضبابُ

بيني وبين النور خيط كلما
أمسكته تتكهرب الأعصابُ

كم مبحر من دون بوصلة إلى
شط الكرامة، والدليل غرابُ

ومسافر بين المنية والمنى
وعلى الطريق مخاطر وذئابُ

أنا شاعر منفي في وطني بلا
مأوى، ومن حولي الديار خرابُ

أنا نازح وجع القصيدة خيمتي
والحزن خبزي، والدموع شرابُ

أنا ذلك المهضوم كل حقوقه
الجهل الممنهج دفتر وكتابُ

وأنا يتيم الحرب أبحث عن أبي
قدمي حذائي، والصقيع ثيابُ

وأنا بمزرعتي المزارع من دمي
عن كل لغم ترتوي الأعشابُ

وأنا الموظف ملء جيبي راتبي
فقر يسوسه خازن نصابُ

نظرت فلم تجد الحروب ضحية
إلاي، لا أدري هل الاعجابُ؟

ألأنني أدعى (محمد)؟، ربما،
لكن.. لماذا لا تعي الأعرابُ!

إن كان للتطبيع عندي مطلب
يكفيه مني أنني أحزابُ

أنا قصة كتبت بنهر من دمي
عنوانها ( الإسلام والإرهابُ )

فهل التزام مبادئ الإسلام في
زمن التصهين نكبة وعقابُ!

أم أن حكام العروبة لعنة؟،
فهم الطغاة، وللعدى أذنابُ

يا أمة حكامها أقزامها
حتام تحكم في الأسود كلابُ!

وإلام يحتقر الرجال مخنث
ويلكن عرض الطاهرات قحابُ

يا أيها الوالي العميل إذا انتهى
زمن العمالة فالختام حسابُ

صدأت عظامك بالقوائم كلما
الأعوام مرت شبت فيمن شابوا

من هاهنا التطهير يبدأ كلما
علت العروش قذارة وذبابُ

من هاهنا التصحيح يبدأ.. ثورة
وليرحل العملاء والأغرابُ

ما أصدق الثورات أشعل نارها
الشعراء، والأدباء، والكتابُ



شعر ابوبلال محمد الحميري
21/12/2020 م

إرسال تعليق

0 تعليقات