منتهى تحليقي... للشاعره سبأ البعداني

منتهى تحليقي


إن جارت الأيام أنت رفيقي
وأبي وأمي إخوتي وصديقي

يا زارع الأنوار وسط محاجري
عن جانبيَّ أضأت أنت طريقي

قد كنت قبلك أشتكي من غربتي
ومرارة الدنيا تزيد حريقي

ما الآه إلا بعض بعض حكايتي

تنتابني الظلمات مثل غريق

ليلٌ كئيبٌ في دمي ومحاجري
وكأن سيلاً أسوداً بعروقي

ومواجعي مطرٌ يسربل خافقي
ورياحه تجتث كل بريقي

مذبوحةٌ وقصائدي ممزوجةٌ
بالشهقة الحمراءِ بالتمزيقِ

أقبلتَ يا سر الهنا وسعادتي
كالفارس المغوار كالعمليق

كالغيث تطفي كل ما بي من أسى
كالشمس كالإصباح حين شروقي

أسدلتَ جفنك فوق كل مواجعي

كي تحتويني كي تذيب مضيقي

رمق الجوانح أنت أنت أعدته
وأعدت نبضي زفرتي وشهيقي

هذا الأمان بأضلعي لا ينتهي
شتان بين الحب والتلفيقِ

في مقلتيك قرأت حرف بدايتي
وعرفت أنك منتهى تحليقي

لو أن أقلام الخلائق كلهم
بيديَّ والحرف النديُّ سليقي

وظللت أكتب في هواك قصائدي
لأذاب حبك معجم التوثيق

ولأغرقت عيناك كل هواجسي
ومذاهب التفخيم والترقيق

يا أنت يا أملي المبوتق هاهنا
ذق هذه الأنسام من إبريقي

أنسام حب صادق ومعتق
حبٍ بريءٍ طاهرٍ وحقيقي



د.سبأ البعداني
20/12/2020

إرسال تعليق

0 تعليقات