في موطني... للشاعر ابو بلال محمد الحميري

في موطني

في موطني
كل الروائح منتنة
ما من بدائل ممكنة
لا شيء يحتل الخمائل والظلال
إلا الدماء تفيض من قمم الجبال
وروائح القتلى، وأشلاء الرجال
لا مرج يعبق بالعطور
لا عزف..
هاجرت الطيور
لا شيء ماتع

في موطني
في الريف كان وفي المدينة
لم يبق شيء من سكينة
لا شيء يأمن مكر قصف الطائرات
حتى الخيول ولم تكن بالمنشآت
قتلوا الحمائم، والبهائم، والنبات
قصفوا المدارس والجسور
وصل الدمار إلى القبور
وإلى الجوامع


في موطني
الحزن أمسى أغنية
والموت أضحى أمنية
كل الأماني أصبحت بعض السراب
لا شيء ينتظر الطفولة والشباب
إلا الضياع بكل نافذة وباب
تبدو المدارس محبطة
والجامعات ملخبطة
والوضع فاجع


في موطني
حق المعلم أن يعيش
كالطير، لكن دون ريش
طلابه يتعلمون بدون منهج
وعياله في قبضة الفقر الممنهج
والناطق الأممي في قلق ومحرج
فمؤامرات حاقدة
ومنظمات فاسدة
والحق ضائع


في موطني
إلا نفايا المدرسة
فتدير كل مؤسسة
إذ ليس شرطا فهمها فن الإدارة
أن تحصد الفيلا، وتظفر بالعمارة
أن تغسل الأموال في عفن التجارة
أن تجمع المال الحرام
سطوا على خاص وعام
والشعب جائع

في موطني
الإفلاس
يبحث في المتاجر
عن كل تاجرة وتاجر
إلا المتاجر بالتراب وبالوطن
باعوك يا صنعاء من باعوا عدن،
ومن الذي دفع الضريبة والثمن؟
شعب ينام على الرصيف
يتوسد الفقر المخيف
في كل شارع


في موطني
الحرف يجرح كاتبه
كالكلب ينبح صاحبة
بين الدفاتر، في المجلة والجريدة
يبكي المقال دما وتنتحب القصيدة
يا ليت شعري ما جنته يد السعيدة
عصفت بها ريح الفتن
صارت بقايا من وطن
رهن المواجع



أبو بلال محمد الحميري
26/12/2020 م

إرسال تعليق

0 تعليقات