رأيت الشوقَ
رأيتُ الشوقَ يمتهنُ السِباقَاْ
بقتلِ العاشقينَ دَمَاً مُرَاقَاْ
رفيقَ البُعدِ قاتِلَ كلّ حُرِّ
بنارِ الهجرِ يحترقُ احتراقَاْ
مُهَيّجَ شاعرٍ مَكلومِ قلبٍ
يزيدُ الشعرُ مُهجتَهُ انفتاقَاْ
فتختلِخُ القوافي جارفاتٍ
كسيلِ الليلِ يندفِقُ اندفاقَاْ
بِناءُ القلبِ قد أعياهُ وَجْدٌ
وقد شُقَّتْ حواشيهِ انشقاقَاْ
يُريدُ الإنقضاضَ فَمَنْ لقلبي
وثلْمُ القلبِ يأبى أن يُطَاقَاْ
سواكِ تُقِيمُ مائِلَهُ وتُغْشِي
عليهِ مشاعراً تأتي دِفَاقَاْ
فأدني البُعدَ و ارثَي لي فإنّي
قتيلُ الصَدِّ ألتمِسُ انعتاقَاْ
فَيا ليتَ البُعادَ يصيرُ قُربًا
بِكم حتى فلا أخشى افتراقَاْ
وتُخلَطُ مِنّنا الأنفاسُ حَرّى
ويُمزَجُ رِيقُنا شهْداً مُذاقَاْ
ونُصبِحُ من لظى الأشواقِ جسمًا
قدِ التصَقَتْ جوارِحُنا التصاقَاْ
ألا يكفي فؤادي ما دهاهُ
بِحُبِّكِ من نَوىً و جَوَىً وذاقَاْ
فيا ليتَ المَحَبّةَ ما عَرَتْني
كَمَسِّ السحرِ تأخُذُني استراقَاْ
فَتُنْحلُ أعظُمي وتُرِيقُ دمعي
على الوَجناتِ يُورِثُها انمحاقَاْ
فهذا ما تَلُوتُ بشأنِ حُبٍّ
بوسطِ القلبِ يلتمِسُ اختراقَاْ
فلمّا أن تَلَوْتُ على صديقٍ
فأبدَى من تَوَدِّدهِ الوفاقَاْ
وآنَسَ وحشتي بجميلِ قولٍ
يشاركُ حُبَّهُ الصِدقَ الرِفاقَاْ
فقالَ الشعرُ يا قلبي تَفَكّرْ
فما أحلى الرفيقَ لمن تَشاقَىٰ
و ذَكّرَهُ مليحَتَهُ و عِشْقًا
وقلبًا ما أتاحَ لهُ العناقَاْ
فما عِشقي فؤادَكِ فاقَ حُبي
صديقًا مِثْلُهُ صعبٌ يُلاقَىٰ
فعشقُكِ فِطرةٌ من فضلِ ربي
لألقى منكِ في عيشي اتفاقَاْ
وأمّا حُبُّ من أدعو صديقي
فَنِعمَةُ مُنعِمٍ سِيقَتْ دِهاقَاْ
صديقٌ كانَ من أيامِ عُمري
ربيعاً قلبُهُ بالطِيبِ فاقَاْ
فَلو قلبي أحَبَّكَ يا صديقي
كباقي الناسِ لم تعرِفْ نِفاقَاْ
ولكنْ قد أحَبّكَ فوقَ حُبٍّ
و مِنْ سُكْرٍ بِحُبِّكَ ما أفاقَاْ
عبدالرحمن الطرجي#
0 تعليقات