الحرب أوزار... للشاعر ابو بلال محمد الحميري

الحرب أوزار

حَرْبٌ، وَحَضْرٌ، وَتَشْرِيْدٌ، وَأسْعَارُ
وَعُمــْلَةٌ كلّ يــومٍ وَهْـيَ تَنْهَارُ

ما أرْخَصَ الحِبْرِ إلا في طِيَاعَتِهَا
يَعْلو وَتَهْبِطُ، وَالتَّحْـدِيْثُ دَوَّارُ

مالي أرَاهَا على اسْتِحْيَاءِ عَاهِرَةٍ
تغادر السُّوْق، وَالدُّلارُ دُلارُ

قالوا تَعَافَتْ، فَقُلْنَا جَهِّزوا كَفَنًا
إنَّ التَّعَافِي مَعَ التَّرْقِيْعِ إنْذَارُ

إلى متى يَسْتَغِلُّ الصرفَ مُرْنَزقٌ
وَيَسْتَخِفُّ بِقُوْتِ النَّاسِ سمْسَارُ

صدى المَقَابِرِ ديرٌ نحن نَسْكُنُهَا
وَحَوْلها مِنْ حِصَارِ الفَقْرِ أسْوَارُ

ما أقبح الحرب حربُ الاقْتِصَادِ إذا
اسْتَغَـلَّهَـا دونَ خوف اللهِ تُجَّارُ

نُرِيْدُ خُبْزًا وَعَدْلًا في مُعَامَلَةٍ
وَمَوْطِنًا آمِنًا، وَالأمنَ نَخْتَارُ

نُرِيْدُ أنْ يَتْبَعَ الهَدْمَ الذي مُنِيَتْ
بِهِ السَّعِيْدَةُ إصْــلاحٌ وَإعْمَارُ

أنْ تَغْسِلَ الحِقْدَ وَالبَغْضَاءَ أرْبَعَةٌ
حُبٌّ، وَوُدٌّ، وَإيلافٌ، وَإيْثَارُ

أنْ نَشْرَبَ الكَأسَ مِنْ بُنِّ الصَّبَاحِ على
سَجْـعِ الطّيورِ، وَيُخْلِيْ الجَوَّ طَيَّارُ

لَقَدْ سَئمنَا حُرُوبًا نَحْنُ نَكْرَهُهَا
أصْـلًا، وَلَكِنَّهَا فَرْضٌ وَأقْدَارُ

لَمْ تَتْرُك الحَرْبُ شَيْئًا، كل ما تَرَكَتْ
أتَاهُ مِثْــلُ ( لُبَانٍ ) وَهْوَ إعْصَارُ

لَقَدْ بَلَغْنَا بِفِعْلِ الحَرْبِ مَرْحَلَة
أخْزَى المَرَاحِلِ في تاريخِ مَنْ ثاروا

آنَ الأوَانُ لِتَضْمِيْدِ الجِراَحِ، إلى
هُنَا وَيَكْفِيْ إلى الإصرار إصرار

وليس في الحرب بين الأهل منتصرا
أقول يكفي أخي فَالحربُ أوْزَارُ



أبو بلال محمد الحميري

إرسال تعليق

0 تعليقات