شهيد الكرامة... للشاعر أبو بلال محمد الحميري

شهيد الكرامة

عبدالله الأغبري

ماذا أقول؟، لقد عجزت عن الكلام
وعجزت من بعد القعود عن القيام

ما كنت بالتحرير، لكني على
اليوتيوب تابعت الجريمة باهتمام

من هول ما شاهدته أكننت في
نفسي لداعش بعض ذرات احترام

قدوا القلوب من الصخور ومارسوا
دور الضباع ضراوة، والسر تام

لا شيء، إلا خوف نشر فضائح
سلخوه حيا حد تعرية العظام

حد التبول في الفراش على يد
تدمى، ولا تقوى على فك الحزام

ما بين ركلة راكل، أو لكمة
أو صفعة جعلت من الخلف الأمام

يتنابون على الضحية، كلما
تعبوا استراحوا أو تناولوا الطعام

لما انزوى بالجرح إرهاقا هوى
تحت السياط يكابد الموت الزؤام

ونهاية الفيلم القبيح بنصلهم
قطعوا الوريد، وأبرموا عفن الختام

وقفوا بأثقال إلى أثقالهم
فأبى يشير إلى الضحية الاتهام

ظن (السباعي) أن سيخفي جرمهم
تبت أياديهم وباءت بالجذام

رواد مدرسة، ومن طلابها
إبليس أكثرهم بمنهجها التزام

منهاجها.. فن الدعارة والخنا
والمسكرات، وكل أنواع الحرام

من يحفظ القرآن ليس بسارق
اللص من صلى لشهوته وصام

بل كان (عبدالله ) منحرفا إلى
أن أرضعته أمه اللبن.. استقام

بل كان لصا؟، إنه اللص الذي
سرق القلوب محبة، وبها أقام

هو ذلك الشاب الخلوق أحبه
شعب يحب الصالحين على الدوام

صنعاء.. قتل (الأغبري) جريمة
استوفت الأركان شرعا بالتمام

وجريمة التعذيب، ثم جريمة
أخرى.. الإهانة، إنها إحدى الجسام

تلك الجريمة مثلها لم تعرف
الدنيا ارتكابا منذ أن خلق الأنام

عذرا إلى صنعاء إن سميتها
جحر الأفاعي، وهي عش للحمام

لا يختفي الجوال،. كيف بخمسة
في جيب محفظة حمولتها جرام

في الأمر سر لا يقل خطورة
عن جرم آدم كان من عشرين عام

خلف العصابة ألف ألف فضيحة
وسيكشف الإصباح ما أخفي الظلام

قتلوك يا بن الأغبري وأثخنوا
جرحا بشعب عز في الجرح التئام

قتلوك والجرحى الملايين التي
خرجت ومطلبها القصاص والانتقام

عين على الجاني، وعين همها
هو كشف أبعاد الجريمة للعوام

هي دعوة المظلوم نام جميعهم
عنها وعين الله تحرس لا تنام

أغرتهم الأموال، والأموال لا
تجدي افتداء، والقضية (رأي عام )

مت ربما تحيا ضمائر أمة
تبتاع بالأعراض أوهام السلام

مت كي ترد كرامة لأخية
سلبت كرامتها ولم تجد الكرام

نم فالجناة بقبضة الأمن الذي
أولى القضية كل حرص واهتمام

يكفيك من شرف الشهادة أن تمت
ونرى على شفتيك بارقة ابتسام

نم، لا نرى إلا شهيد كرامة
وعليك منا لا على الجاني سلام


أبو بلال محمد الحميري
12 / 9 / 2020 م

إرسال تعليق

0 تعليقات