أسيرُ الهوى... للشاعر حسين الأصهب

أسيرُ الهوى

الشوقُ لانَ وكانَ قبلُ مجمّدا

إذِ البعيدُ طوى بعيداتِ المدى

والعشق أسفرا في الفؤادِ هجوعهُ

فالنبضُ في روحِ الرَّجاءِ تولّدا

واللبُّ في قلقٍ يوسوِسُ تارةً

والأُخرى يقْطرُ هاجساتٍ كالنَّدى

واليلُ أقبلَ بالبساطِ مرحّباً

لِأكونَ بالنَّجوى عليهِ موسّدا

وتظلُّ في عَرَضِ الهِيامِ إرادتي

تشدو بديعاً بِالجمالِ تفرّدا

وكأنّي بالزَّمنِ اللَّغُوبِ وقد دنى

يخبو بِنيرانِ العناءِ تجدّدا

مالي إذا مالبدرُ لاحَ تفتّقت

فيَّ الورودُ وعِطرُ آمالي شذا

وكأنّما المعنيُّ مِثلُ صبيحةٍ

أبداً تهلُّ بحوزها قطر الندى

أتى كطلٍّ فوقَ غرسٍ ذابِلٍ

فأيقضَ الظَّمأَ الهجُوعَ وأسْهدا

أقامَ في مرمى العيونِ مقرَّهُ

والوصلُ نبعٌ بالجفاءِ توصّدا

آآهٍ لغرسٍ باتَ يحيا مجاوراً

نهراً ولكن ظل يشكو الموردا

ياللغرامِ أليسَ فيهِ محطّةٌ

فيها يُحرّرُ كلّ حرِّ قُيّدا

أيُّ الزًّمانِ أيا تُرى في طيّهِ

وصلاً فتُبقيهِ المودّةُ مولِدا

قلبي صَبَا بجزيرةٍ عذراءَ لم

تُطمثْ بعيبٍ بالجمالِ تمرّدا

فيها المآثرُ لا ينام بريقها

كلا ولا نهرُ الجمالِ تجمّدا

رفئت على أضفافِها سُفُنُ الهوى

والقلب في تلكَ الرياض تنهّدا

كم مرّةٍ فيها غفا سُهدي وفي

مِحرابِها صفوَ الحنينِ تهجّدا

الروحُ تزفرُ في الضلوعِ صبابةً

لو أن يوماً من مناقِبَها بدى

آياتُها سَبَئَتْ لبيباً حاذِقاً

فغدا بِقَيدِ الآسِرِين مُقيّدا

 لـ حسين الأصهب

إرسال تعليق

0 تعليقات