الشاعر حارث العامري يكتب ... غريق يتحدث




*مـــرثـيَّــــةُ*
*ابـنِ الـيـمـنِ الـمـكـلُـوم ...*

* ... غـــريقٌ يـتـحــدَّث*  



*كتبتُ هذه القصيدةَ ، في المشهد المؤلمِ للسَّيل الذي جرفَ السيارة بمن فيها في محافظة إب ...*
*جعلتها على لسانِ الطفل الذي ظهر في لقطة مؤثرة ومشهدٍ محزنٍ جداً ...*




ناديـتُ لـكِــن مَن يُجِيبُ نِــدَائِــي
إلاَّ مــنــــيَّــةَ راحِــــلٍ وعَـــزَائِـــي

.

وطلبتُهُم والـمَـوتُ أدركَ قـبـلَــهُــم 
هَل خَابَ فيهم مطلبِي ورجائِــي !؟

.


فارقتهم لما وجــدتُّ قُـلـوبَـهـــم 
في مـأمــنٍ تمضِـــي بِلاَ استِحيَاءِ

.

وتركتُ صـوتـاً صـاخباً فـي أُمــةٍ
أبـقَـيـتُ فـيـهِــم دَمعَـتي وبُـكَـائِي

.

وتركـتُ فيهِـم ألـفَ ألـفِ حـكـايـةٍ
ورِوايــةٍ والـجـسـمَ فــوقَ الــمَــاءِ

.

تباً لمن قـتـلَـوا الـطُّـفُـولـةَ بَـاكِـــراً
بِـحَـوَادثٍ هُـم يَـمـلـئُـون فَـضَـائِـي

.

في موطنِـي حقُّ الطُّفولةِ ضَائِــعٌ
بحَمَاقةٍ قَـد صَــادرُوا أشـيَــائِـــي

.

للهِ أشـكُــو كــلَّ ضــرٍ مَـسَّــنِـــي
وبـمـا أصَــابَ مَـجَـامِــعَ الـفُـقـراءِ

.

تـبَّــاً لـمــن بـاعَ الـبِـلادَ جـمـيـعَـهَـا
ولمن شَـرى تَـسـري بِـلا استثنَـائِـي

.

ياربِّ واغـفِـر زلَّـتـي وخـطـيـئَـتِـي
دارَ الكرامةِ فِـي الـمَـعَـادِ جَـــزَائِــي

.

واجمَع بنا في جـنَّـةِ الـخُـلـدِ الـتِـي 
بالمؤمـنـيـــنَ الصَّالـحـيـنَ لــقَــائِــي

.

والأَنبياءِ ومَـن مَـضَــوا فِي إِثـرِهِــم
والـصَّـادقــيــنَ وَسَــائِــرِ الـشُّـهـــداءِ




         
        حارث طه قاسم العامري
              *أبــو هـــمَّـــام* 
                            2020/8/25                     

إرسال تعليق

0 تعليقات