الفارس الميمون... للشاعر نجيب الطيار

الفارس الميمون

نبا السيفُ فأرتّدَ المقامُ عن الصدى
وواريت في سفحٍ السماكِ مُهنّداً

وأسبلتُ دمع العين في إثرهٍ دماُ
وعزّيت فيه الجودُ والطيبُ والندى

هو الفارس المقدام في كلّ ساحةٍ
جليلُ المعاني أكرمُ الصِيد محتداُ

تخًبّركَ الأفعال عن سامق الذرى
وعن مطلعِ الجوزاء بل قيل أنجدا

كريمٌ جليلٌ صادقٌ في مقالهِ
طبيبُ نفوسٍ خصّهُ الله بالهُدى

نعمْ كان أزكى الناس فضلاً ومِنّةً
وعزّاً لهُ إن قيل صرحاً مُمَرداً

ومجداً تليداً باذخاً في مقامهِ
وباعاً طويلاً عاش فيهِ مُمجّدا

لهُ بسط التأريخ سِفرَ رحابهِ
ونالت بهِ الآثارُ علماً ومُسنداً

هو الفارسُ الميمون من خط سفرهُ
وعاش بها في الفرقًدينِ مُسوّدا

هو السيف في ساح الأعادي متى انتضى
فما قدّهُ دهرُ ولا شبّ سرمداّ

ويُقريكَ من باهي مُحيّاه أنعماً
ومن كفّه المعطاء غيثاً مجدداً

هو الوطنُ السامي الأجلُّ متى انبرى
هو العهدُ والميثاقُ درباً مُمَهدا

هو الباسمُ الوضاءُ في غسقِ الدجى
هو الأمل المنشودُ والسيفُ مغمداً

هو العِلمُ والتأريخُ سلْ حِميَر التي
وسل عن سبا الأفذاذ شبلاً مُعمّداً

لهُ في جباهٍ الأسد عزّاً ومِنعةً
وفي درجات المجد بل هو أمجداَ

وفي سامقات الزهر أصلاً ومنبعاً
به الغيثُ موّاراُ وإن قيل مَورِدا

لهُ في السجايا كلمّا جاوزَ الألى
وفي صهوات العّز سيفاً مُجرَداً

فمن ذا أعزي يا لقلبي أما نعى
سليلُ الهُداة الغُرّ أصلاً ومقتدى

أعزي به الأفذاذ من آل هاشمٍ
وأنعي من القبيال قصرا مُشيّدا

حنانيك ربّي إنّ عبدك آملٌ
فجُد يا إلهي أنت اندى وأجوداَ

وهب من جِنان الخلد قصراً وموئلاً
ومن وارفات الظّل روضاً مُوّرداَ

وصلّ على خير البرايا محمّد
مع الآل والأصحاب حقاً مؤّكداً

كلانا عن الدنيا نوّدعُ أهلها
متَى حلّ ميعادٌ أرى الموت أسعدا

نجيب الطيار
أم درمان السودان
١١ / ٨ / ٢٠٢٠ م

إرسال تعليق

0 تعليقات