في مُخيِّلتي... نجيب الطيار

في مُخيِّلتي

لا تُنكري بلداً أممتُ بها
يا أم درمان التي بلدي

وبها التي لو اشرقتْ لطغتْ
وتسنّمت فوق السهى بيدي

ولقدْ رسمتُكِ في مُخيّلتي
كأساً تعاطينيهِ بالكمدِ

يا من تجلّى في مطالعهِ
بين الحشا ومداركِ الخَلدِ

في مقلتي خطّيتِ أغنيةً
أواه منها بتُّ في سهدِي

طافت بأجنحتي السهى وطفت
فوق الصواف بمرتقى الغيًدِ

ويلاه يا من انت آصرتي
ومدينتي وضفافي الأبدي

هلّا رحمتِ الشوق يعصفُ بي
ويحيلني ناراً لِمُتقدِ

ضدّان في عقلي وفي جسدي
( والضدُ يبدي الحسن للضّدِ )

أوما دريتِ بأنّ خاطرتي
والروح بين ملابي السهَدِ

هذا يهيّجُ لوعتي الوسنىَ
والشجو يهتفُ آه يا دعدي

يا أنتِ أركى العالمين ندىً
يا هذه لا تخلفي و عِدي

يا أنت إحساس الجمال لما
ولأنتِ نبضي الهانىء الرغِدِ

يا سدرةٌ احلى حلمت بها
ومآلها في جنّتة الأحدِ

يممّتُ فيها كل واردةٍ
صنوان في جدي وفي جلدي

حرفي وأشواقي وأغنيتي
حسبي بأنكّ بوحُ متّقدي

ولأنت نجوى كل غانيةّ
فلقد رواك الحبّ بالسندِ

قد قالها من قبل أغنيةً
ما إن لها إلاّكِ في أوَدي

( إن تتهمي فتهامة بلدي
أو تنجدي يكن الهوى نجدي )

ولأنت معنى الحسن في نظري
والصارم البتّار في كبدي

ولأنت خشفٌ ما له شبهٌ
يا خوفُ ما يجلى من الحسدِ

أنت الحياةُ وكم هممت بها
ومعالم الترياق في جسدي

ومراقي الأفلاك تأخذ بي
وشواطىء النجوى بمعتقدي

نجيب الطيار
ام درمان السودان
١٨ / ٨ / ٢٠٢٠ م

إرسال تعليق

0 تعليقات