ما مثلُ صنعاء... للشاعر إبراهيم الأسد

ما مثلُ صنعاء

ما مثلُ صنعاءَ أغنى أنْسُها الأدَبا
تُعانِقُ الفنَّ والأنسامَ والطّرَبَا

ما أعذبَ الشعرَ يشدو بِاسْمِها فرِحًا
يصبو إليها لكيْما يرتقيْ نسَبا

ما مِثلُها لو أَجُوبُ الأرضَ قاطبةً
ولا سواها التي تسْتَوطِنُ الهدُبا

تصافحُ النّجمَ توحِيدًا مَآذِنُها
وأرضهُا تُنبتُ الأعلامَ والنُّجَبا

ما لاحَ طيفٌ لها في عيْنِ أخيِلتي
إلّا وَيَعصِفُ بي كالموجِ مصطخِبا

لا سحرُ بيروتَ يرويني على ظمإٍ
وذكرُ صنعاءَ أروى الغُلَّ واللّهَبا

وَلست أقبلُ عنها في الدنى بدلًا
فلا المدائنَ أرضى لا ولا حَلبا

صنعاءُ سيّدةُ التاريخِ آسِرتي
وطينُها طابَ لِلْأحرارِ مُنتسَبا

هي الشمُوخُ ولا نِدٌّ لِهامتِها
والعزُّ إرثٌ لها ما انفَكَّ منتَدَبا

فلو تَغزّلتُ دهرًا في مَفاتِنِها
لما وفى غَزَلي معشارَ ما وجبا

إني أُحَدِّثُ عنْ صنعاءَ يَا وَلديِ
من مجدُها جاوَزَ الأَفلاكَ والشُّهُبا


✍️ إبراهيم الأسد

إرسال تعليق

0 تعليقات