ملهمتي... للشاعر نجيب الطيار ام درمان السودان


ملهمتي


يا انت ملهمتي وحرف صبابي
ولواعجي وهواجسي وخطابي

والحب أنت الحب في ملكوته
ولأنت أسمى من حروف كتابي

خاطبت فيك الليل في غزواته
ونحرت فيك الشعر في محرابي

أعلنت فيك على الملائك قصتي
ونثرت فيك مدامع الألباب

أنا هائم أنا عاشق أنا مدنفٌ
قولي فديتكِ من أنا بل ما بي

يحلو لي الليلُ البهيمِ لأمتطي
سُرجُ النجومِ وأكتوي بسرابي

وأحدثُّ النفس العليلةِ ربّما
تطفي العيونٍ لواعجي ومُصابي

وأناجي القمرُ المسامر علّهُ
يسري بإحساسي وبوحي الخابي

وأطوف في تلك الربوع مقبلاً
آثار خلّي في المقام الرابي

حيث الأحبة عانقو سفح الدجى
وتدثرو برقائقي وصبابي

يا ليلُ هل تُلقي بقية راهبٍ
بديار من وتغورُ بالأسلابِ

فلقد سرتْ والليل يصمي مهجتي
والروح والأكباد دونَ حجابي

والحرفُ والإحساسُ والبوح الذي
والموجُ والشطآن من شبّابي

يا غايةُ السؤل التي أمطرتها
أنفاسي الحرّى وكأس رغابي

وشممتها في كل برعمة بدتْ
في كلِّ نسغٍ يانعٍ بإهابي

صليتها فيني صلاةَ مُودّعّ
ونقشتها في دوحة العنّابِ

غرّبتها حيث أنتهت خطوات ما
والليل أوحى بالسهادِ لبابي

وكتمت فيها السِّرُ في نبضي الذي
وتحدثت عن وحشتي وغلابي

وتنفّست مني وصغتُ نسيمها
والليل يرقبُ لوعتي وعذابي

يا من زرعتك بالحنايا اين بي
وأنا الكليمُ بدوحةِ الأحبابِ

عضّ الزمان بنابِه فأحالني
ضرباً من الأمثال عند صحابي

أهفو إليكِ وليس لي إلاّ المُنى
ليلي أنيسي يا لمن أغرى بي

نجيب الطيار
ام درمان السودان

إرسال تعليق

0 تعليقات