هي الحياة
هي الحياة أحايينٌ وأقدارٌ
موتٌ وعيشٌ وإقبالٌ وإدبارٌ
وفتنة يالها كم شفّها بشرٌ
كأنما العمر تمضي فيه أعمارٌ
تحدثّ النفس ما يدريك ما بغدٍ
أيلتقيك إذا ما شُقّ أستارْ
أم يجتنيك غداة الصبح إذ ضعنوا
تدريه لكن وماذا.. هل لمن جارُ
يا مستجيراً من الرمضاءِ آن لمن
أن يصطفي الحور أم تحلو له الدار
دارٌ هي المنتهى في كل بارقة
كم شبّ منها الأسى بالأمس عُمارُ
الراحلون ودمع العين يسبقهم
السابرون بأرض الوجد أغوارً
السافكون شجونا نحن نعلمها
هل نعتبر بالذي أم نحن أغمارٌ
تطول أعمارنا مهما وآخرنا
يا رحلة الموت إن الكأس دوّارٌ
نمضي فيدركنا نبكي فيأخذنا
ما رقّ قلبٌ ولا شبّت لنا نارُ
هل من غنّي فقير في مداركه
دع عنك ما جمعت كفاك إن صاروا
هل مستعيد من الأيام صبوتها
هل ساعةٌ إن دعى أم أنه عارُ
الموت حقٌ ولكن كم يحيق بنا
في كل آن وكأس الحزن موّارٌ
يا أم من قد دعاك الله طائعة
لبيت فأنعم عليها حيثما سارو
من الجنان بقصرٍ وارفٍ وجنىً
بفضل جودك إنّ الجود معيارٌ
بصحبةٍ من ذوات الدّل يرفدها
من البتول مدارات وأزهارُ
وروضة كم بها سعدى لمن وهبت
يا صاحب الأمر جناتٌ وأنهارٌ
وسلسبيلٌ وولدانٌ مخلّدة
جوار من إنه قصرٌ وزوارٌ
وبلسم من جراح كم وتسكننا
والدمع بالقلب في حاليه قهارٌ
فمن مديل من الأيام جفوتها
قل لي فديتك هل تجديك أعذارُ
نمضي وتقضي بنا الغلواء شامتة
فكم دفنّا وكم بالروض آثارُ
سلو الأزاهير هل رقّت وما ذبلت
سلو رياح الصَبا هل ثمّ أمطارٌ
سلو التي حملت ثم انطوت ومضت
طوبى لمن إن ربّ الملك غفّارُ
فهب لها من جنان الخلد موئلها
وعظّم الأجر إن الدمع خطّارُ
وطف على قبرها وأنعم بفاتحة
فكيف بي يا أخي إن أوحش الدارُ
فلا تغرنْك بالدنيا مسالمةُ
فالدهر يا صاحبي إنْ سرّ غدارُ
وهل ترد يد القطّاف إن بطشت
هل سيفك اليوم إن وافاك بتّارُ
فقل لمن رقّ إمّا أنهلّ مدمعها
هي المقادير كم في أثرها غارو
وكم نعيم وأحزان نبوء بها
وينتهي السعد إمّا وُدع الجارُ
نجيب الطيار
ام درمان السودان
0 تعليقات