حوار مع طفل... للشاعر ابوعمر الفقيه

مشاركتي في برنامج يوم التميز


*حوار مع طفل*

طفلٌ عَـلَاهُ منَ الكهولِ مَشِيْبُ
وَخُطَاْهُ منْ ثِقَلِ الهمومِ دَبِيْبُ



يمشي وفي عينيهِ قهرٌ حالكٌ
وعلى ٱبتسامةِ ناجذيهِ مغيبُ



ناديتُهُ والحزنُ يَعْصِرُ قلبَهُ
ألماً ويرجفُ بالشِّفَاهِ مُجيبُ



ماذا دهىٰ فيك الطفولةَ يا ترىٰ
أفقدتَ صحباً ؟ أمْ جفاكَ قريبُ ؟



فبكىٰ إذِ  ٱنْفَجَرَ البُكاءُ بصدرهِ
حَرَقَاً وصَدَّعَ بالضُّلُوعِ نحيبُ



فمضى وأسرعَ في خطاهُ مكابراً
وأنا على أَثَرِ  الخُطَىٰ تَعْـقِـيْـبُ



ناشدتُهُ راجٍ تَوَقُّفَهُ عسىٰ
أَقْفُوْ  بِخَاْفٍ ، أَمْرُهُ لغريبُ



قفْ أيُّها الطِّـفلُ الشجاعُ ولا تخفْ
مِـنِّـيْ فلا  خوفٌ ولا  تثريبُ



وقفَ الصغيرُ بحالةٍ يُرثىٰ لها
وجهٌ حزينٌ بالأسىٰ وكئيبُ



فأخذتُهُ أَخْذَ الأَبِ الحاني إلىٰ
حُضْنٍ يَـلِـذُّ بدفئِهِ ويطيبُ


سائلتُهُ : قلْ يا صغيرِيَ ما الذي
يُبْكِيْكَ ؟ قال : وَقَوْلُهُ لعجيبُ


لم أَبْكِ ثوباً لا يغطِّيَ عورتي
إذْ شَحَّ عَنِّيَ بالغذاءِ حليبُ


بلْ أذرفَ الدمعَ السخينَ بأَعْيُنِي
في موطني التقتيلُ والتخريبُ


قلتُ : ٱدْعُ ربَّكَ يا صغيرِيَ إنَّهُ
لمْ يَدْعُ عبدٌ ربَّهُ فَيَخِيْبُ



فَكَسَتْ أساريرُ السعادةِ وجهَهُ
حُسْنَاً بدىٰ بسؤالِهِ الترحيبُ


يا عَـمَّ أَرجو باليقينِ إجابةً
يطغىٰ علىٰ تصديقها التكذيبُ


فأجبتُ : سَلْ عمَّا بدا لكَ قال لي :
هلْ للطفولةِ في الحياةِ نصيبُ ؟


كم مُزِّقَتْ بالقصفِ أشلاءٌ لنا
ظلماً وجارَ  الرُّعبُ والترهيبُ


فمتىٰ ستنعمُ بالأمانِ بلادنا
وَيُدَاوِيَ الجرحَ العميقَ طبيبُ


فأجبتُهُ : حتَّـىٰ يعودُ معلمٌ
يبني عقولاً هَـدَّهَا التخريبُ

*ابوعمرالفقيه*

إرسال تعليق

0 تعليقات