لأن فؤادي... للشاعر بديع الزمان السلطان

لأنَّ فؤادي .. في غيابِكِ يَصدَأُ !!
تعاليْ .. وفي عينيكِ شَطٌّ ومَرفَأُ

تَعالَي مَجازًا ؛ بلْ تعاليْ حقيقةً
فإنّي مِن الوَهْمِ المَجازِيِّ أَبْرّأُ

أُريدُكِ أنْ تَأْتيْ سريعاً لأنّني
أحاولُ نسيانَ اشتياقي فَأُمْلَأُ

على عتَباتِ الشّوقِ للآنَ واقفٌ
تعبْتُ انتظارًا أنْ يَجيئوا فأبْطَأوا

صَدِئْتُ ومَرَّ الوَقْتُ مِن بابِ غُرفَتي
بطيئًا كَطِفْلٍ .. بالمواعيدِ يَهْزَأُ

صدئتُ كشِبّاكٍ قديمٍ لشاعرٍ
تمُرُّ سَحابُ الذّكرياتِ فيَظْمَأُ

يعلِّقُ في السَّقْفِ القديمِ جُنونَهُ
ويكتبُ ما يُوحي إليهِ .. ويقرأُ

أقولُ لقلبي : عادةُ الحبِّ هكذا ...
يُصِيبُ بهِ المحبوبُ حِيناً ويُخْطِئُ

كعادتِنا في الحبِّ نرمي شِباكَنا
ونُشْعِلُ نارَ الشوقِ فينا ونُطفِئُ

أسافرُ .. لا زادٌ معي غَيْرَ لَهفتي
ولي في شِعابِ الوَجْدِ بَيْتٌ ومَلْجَأُ

ولي في زوايا الليلِ يا بنتُ قصّةٌ
فمِنْ أينَ أَنْهِيها؟ ومِن أينَ أَبْدَأُ؟!

أُخبِّئُ شَوقي لا لأنساكِ.. إنّما
لأنّي إذا خبّأْتُهُ عنكِ .. أَهْدَأُ !!

بديع الزمان السلطان

إرسال تعليق

0 تعليقات