( درّي المكنون ) للشاعر حسين الأصهب

( درّي المكنون )


كسبتُ الدُرَّ حينَ نضمتُ شِعرا

وغارَ البحرُ من ماحزتُ ذُخرا

واُهرِعوا نحو درّي عاشقوها

وهم في حالةِ الإهراعِ سكرى

إذا بلغَ العطاشى ماءَ شُربٍ

فلن يقووا برؤيا الماءِ صبرا

جعلتُ الشعرَ بالإعجازِ بحراً

علا شطآنِهِ القرّاءُ تقرا

تغوصُ بِطَيِّهِ الألبابُ دَهْشَاً

فتُنعمُ خيرَهُ وتُزادُ خُبرا

وبعدَ تزوّدٍ تُهدي بِوِدٍ

إليّ علا بديعِ النضمِ شُكرا

إذا نطقتهُ ألسِنَةٌ فِصاحٌ

غدتْ من وقعِهِ الأسماعَ سَكْرا

ويعبقُ نفحُهُ في الجوِّ طِيْباً

ويرسُمُ في سماءِ الدهرِ بِشْرا

فكم من عِلّةٍ للعقلِ داوى

وكم نهرٍ من الإبداعِ أجرى

أتيتُ معاشرَ الشُعراءِ وعضاً

علا أن لا يَخُطّوا الشِّعرَ ضرّا

حففتُ بِهِ  سماءَ الشعرِ صفواً

وإنماءاً  وإجلالاً  وسِحرا

أنا لا اُعْشَقُ الأشعارَ إلا الـ

ـتي بالطيبِ بالأفواهِ تُطرى

ومن يُهدى الضليلُ بِها اتعاضاً

وتغدو لمن غزاهُ الكأبُ يُسرا

وأسخَطُ كلّ شعرٍ  ليسَ يغني

وليسَ ينالُ من يقرأهُ خيرا

فلي في أسوةِ الشُعراءِ دِينٌ

محالٌ أن يفيءَ طواعي كُفرا



لـ حسين الأصهب

إرسال تعليق

0 تعليقات