... لصنعاء
لأنّكِ مَنْ نهوى ونرضى ونعشَقُ
ونختارُ مُرَّ العَيشِ فيها ، ونُرزَقُ
.
نعاني نقاسي نرتمي في جفونِها
دموعًا على وجْناتِها تترقرقُ
.
نجوعُ ونعرى صابرينَ كصَبْرِها
ونضحكُ في أعماقِها حين نَشْهَقُ
.
نصارعُ فيها الموتَ مِن كلِّ جانبٍ
فبالجُوعِ أو بالحَربِ والقَصفِ نُزْهَقُ
.
ونعبرُ ليلاً في فضاءاتِ صَمْتِها
نشارِكُها أحزانَنا ونُحَلِّقُ
.
نحبّكِ يا صنعاءُ يا شمسَنا التي
تفسِّرُ معنى الصُّبْحِ فينا وتُشْرِقُ
.
نحبّكِ يا صنعاءُ يا أُمّنا التي
تعلّمُنا معنى الإباءِ وتُبْرِقُ
.
نحبكِ يا صنعاءُ جِدّاً لأنّنا
عشقناكِ حتى الموتِ والعشقُ مُرهِقُ
.
نحبّكِ يا صنعاءُ حدَّ انكسارِنا
فلو دمعَتْ عيناكِ حُزْناً سنحرَقُ
.
ألا تبصرينا حين تهفو قلوبُنا
معطّرَةً بالحبِّ للموتِ تطرُقُ
.
نقشناكِ حرفاً في مساماتِ رُوحِنا
وصغناكِ صرحاً واحدًا لا يُفرَّقُ
.
قرأناكِ شِعرًا في نقوشاتِ حميرٍ
قصيدتُنا الأولى التي ليسَ تُسْرَقُ
.
خذيني إلى صنعاءَ يا بنتَ "جِبْلَةٍ"
فإنّي بلا صنعاءَ طفْلٌ مُمَزَّقُ
.
خذيني إليها عاشقاً دون موعدٍ
يظَلُّ على أبوابِها يتَعَلّقُ
.
كِلانا وصنعاءُ القديمةُ رُفْقَةٌ
ثلاثتُنا نرسو سويّاً .. ونغرَقُ
: كلمات الشاعر
بديع الزمان السلطان
0 تعليقات